شارك
|

سحر الدمشقيين يحول الرمل إلى زجاج

تاريخ النشر : 2015-06-07

 تعتبر صناعة الزجاج اليدوي فن من فنون الدمشقيين في إبداع لوحات من الرمل، حيث كان لهذه الصناعة أهمية كبرى في تزيين أهم المعالم التاريخية والدينية في سورية.

 

العم أبو محمد دقاق صاحب معمل لصناعة الزجاج اليدوي بمنطقة باب شرقي يحدثنا عن هذه الحرفة: "تعتبر مدينة دمشق من أقدم مدن العالم شهرة بصناعة الزجاج اليدوي، حيث ازدهرت هذه الحرفة ولقيت اهتماماً فيها، وأنا واحد من الذين ما زالوا يزاولون هذه المهنة منذ أربعين عاماً تقريباً".

 

وعن المواد الأولية التي تحتاجها هذه الحرف وطريقة التصنيع، يضيف يتابع العم أبو محمد : "لتشكيل الزجاج نحتاج إلى كميات كبيرة من الرمل الذي يحتوي على المادة الأولية التي يصنع منها الزجاج ويضاف إليه الحجر الكلسي وبعض الصودا والحجر الجيري وتصهر هذه المواد معاً في درجة حرارة عالية تصل إلى 1200 درجة مئوية ليتكون لدينا سائل مرن عند التبريد وسهل التشكيل، ونضيف للمواد السابقة مركبات معينة لإضفاء اللون، وتؤخذ كتلة من هذه العجينة بواسطة أنبوب حديد ذي مبسم خشبي وتغمس في السائل المرن وترفع على طرفه بمقدار صغير وننفخ في الأنبوب ليتحول السائل إلى فقاعة مملوءة بالهواء تشكل حسب ذوق الصانع وحرفيته، والزخرفة تكون بالضغط على الآنية وهي لينة باليد أو بالملقط أو باستخدام خيوط زجاجية مصنعة مسبقاً".

 

أما الزجاج المعشق ومستوى الطلب عليه، فيتحدث عنه بالقول: "الطلب على الزجاج التقليدي مازال متوافراً وخاصة لعشاق الفن الشرقي ويمكنني القول إن الزجاج المعشق هو أكثر الأنواع طلباً في السوق حيث يحتاج لمهارة ودقة في الصنع والتركيب داخل الرخام والخشب المنحوت قبل أن يجف الزجاج ويستخدم لكساء الحوائط الخارجية والداخلية للمباني أو لعمل واجهات معينة في المداخل والممرات والشركات والسلالم الطويلة ومن المؤكد أن هناك أنواعاً عديدة من الزجاج الذي خرج من الإطار التقليدي كالمقسى والرصاصي والبللوري لكن يبقى للزجاج التقليدي عشاقه ومريدوه".

 

و ينهي العم أبو محمد حديثه إلينا بالقول:" الفضل في انتشار هذه الصناعة يعود إلى الفينيقيين القدماء الذين سكنوا سورية وسادوا البحر ونقلوا لبلدان المتوسط الإفريقية والأوروبية مختلف العلوم والفنون، وكانت سورية المصدر الأساسي للزجاج في العصر الأموي وتراجعت مكانتها بسبب الغزو الاستعماري لها".


عدد القراءات: 11951

اخر الأخبار