شارك
|

مهن دمشقية عتيقة

تاريخ النشر : 2017-03-06

هناك عدة مهن دمشقية بقيت مستمرة في المجتمع من الناحية الفولكلورية فقط، مثل الحكواتي، واخرى قديمة جداً ولكنها مستمرة في دمشق

ولو بشكل مختلف مثل "الخطابة" و"العرض حجي." أما عن المهن التي غابت كلياً عن عالمنا فنذكر منها:

السقا: العامل المسؤول عن تنظيف الشوارع عند الفجر أو وقت المغيب، وايصال المياه الى المخازن والجوامع والمنازل، يحمل على ظهره كيساً

مصنوعة من جلد الماعز يملأه بالماء قبل "سقاية" الشوارع والحدائق. المهنة انقرضت مع بدء عمل شركة مياه عين الفيجة مطلع عهد الانتداب،

ووصول الماء الى كل بيت.

المبيض: كانت مهنة معروفة في زمن انتشار الأوعية النحاسية قبل "اختراع" الألمينيوم (أو الألامينو كما يسمونه أهالي دمشق) وكان مبيض

النحاس يتجول في الأحياء وينادي لتأتيه النساء بالأوعية النحاسية لكي يبيضها عن طريق مسحوق ملحي خشن أو حتى بعض الرمال على سطح

الوعاء لتنظيفه بقطعة خيش، قبل أن يضعها على نار لتحمى حرارتها ويطليها بالقصدير وهو يؤدي حركة صعبة، يلف جزعه في الاتجاهين بصورة

متتالية، مقاومًا الحرارة.

اخر "مبيض" حقيقي شاهدته كان منذ حوالي خمسة عشر سنة في منطقة الشعلان.
الطرابيشي: المختص بصناعة وصيانة وكي الطرابيش، واصلاح أي كسرة او عوج قد يصيبه (حيث كانت الخامات احياناً تستورد من النمسا). كانت

مهنة معروفة ومحترمة حتى مطلع السبعينات عندما بدأت تتراجع بسبب تخلي الناس عن طرابيشهم، تماشياً مع الحداثة. كان «الطرابيشي» يجهز هياكل

الطرابيش من الخوص على حسب أكثر المقاسات المشتركة لرؤوس الناس، ثم يقوم بوضعها حول قالب نحاسي ثم يغطيها بالجوخ ويقوم بتثبيتها بمكبس خاص،

ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الكي وهي المرحلة النهائية قبل تثبيت الزر ليصبح الطربوش جاهزًا.

الداية: أو القابلة، تقوم بتوليد النساء، وتقطع الحبل السري للمولود وتساعد على التقاط أنفاسه الأولى. الداية كانت صاحبة مكانة مهمة في المجتمع، وهي مختلفة عن

القابلة القانونية الموجودة اليوم، لأنها لم تكن متعلمة ولا تستخدم أي وسيلة طبية حديثة في عملها.

الندابة: سيدة يتم استئجارها من قبل عائلة المتوفي، كي تندب عليه قبل وبعد خروج الجنازة "بعيد من هون" كما يقول أهالي دمشق" بصوت عالي ورنان.

الملقن: أحد أهم ركائز المسرح أيام زمان، يجلس على خشبة المسرح، داخل الغرفة المخصصة له، واسمها "الكبوشية،" حاملاً النص بين يديه وناقلاً تركيزه بين الممثلين

لتكيرهم بأي حوار قد يفوتهم.

المصوراتي الخارجي: حاملاً كاميراته القديمة وعطائها من القماش الأسود، اعتاد على الطواف داخل الشوارع بهدف تصوير الناس وإعطائهم صورهم مقابل مبلغ من المال،

وكان يسمى شعبياً بستوديو "بحبش."

الكركوزاتي: أو المخايل، يتابع الأحداث التي تدور في البلد لنقلها للناس بشكل فني بسيط، في المقاهي، وكثيراً ما يجرى حوار بين شخوصه "كراكوز وعواظ" الورقية او الجلدية

عبر تحريكها في الظل باصابعه العشرة بخفة وسرعة ويتكل بأصوات مختلفة للتميز بين الشخصيات، حتى انه قادر على يعطي أصوات عراضة باكملها، ويمثل مشاهد صاخبة

وحربية احياناً في براعة نادرة.

الدومري: من يحمل النور الى الشوارع والجوامع، يشعل الفوانيس في الأزقة والحارات، وهي كلمة قديمة تعني "الفوانيسي" باللغة التركية

المخرز: يهودي يدور في شوارع دمشق لتصليح أوعية وزبادي "الصيني" المكسورة، عبر "الخرز" عن طريق دمج قطعتين بخيط وسلسلة تثوب، تشوه الوعاء ولكنها تحفظه من التلف.

اليهودي العتيق: بائع ألبسة ومفروشات قديمة، يدور في الشوارع منادياً، "يللي عنده تخوتة، يللي عندو لحوفة، يللي عندو حرامات." يقوم بشراء الألبسة القديمة، مقابل مبلغ من النقود،

أو تبادلها بكاس أو صحن أو أي أداة مطبخية.

الدقاق: تصلح لعدة مهن، منهم من يدق الصوف، ولكن المنقرض منها هو دقاق الخيط على الأقمشة وتحديداً اللحف أو الصاية.

البيطار: من يركب ويثبت حدوة الأحصنة، وكان ماهراً في دمشق حتى منتصف القرن العشرين، حينما تراجع اعتماد الناس على الأحصنة مقابل ركب السيارات الحديثة.

الطرابة: بائع التُراب المتواجد حصراً عند باب السلام، المزود الرئيسي لجميع المعماريين يومها، والذي كان يضع التراب على حمير، ومن هنا جاء مثل: "رايح جاي مثل حمير الطرابة."


عدد القراءات: 9801

اخر الأخبار