شارك
|

الموزاييك الدمشقي

تاريخ النشر : 2017-03-16

 

عرف الدمشقيون حرفة صناعة الموزاييك مع مطلع القرن التاسع عشر من خلال التنوع الكبير في منتوجاتها الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف والعظم لتشكل قطع الأثاث المنزلية ومن ثم المكتبية.

 

وتميز الحرفي الدمشقي في هذه المهنة عن غيره من الحرفيين في المدن الأخرى مثل حلب والقدس حيث صار الطلب عليها من دمشق يتزايد مع الوقت.

 

وانتشرت في تلك الفترة وما تلاها ورش تصنيع الموزاييك في أحياء دمشق القديمة حتى بلغ عدد العاملين في هذه الحرفة في منتصف القرن العشرين نحو28 ألف حرفي كانوا يقدمون إنتاجهم بكميات كبيرة للسوق المحلية والأسواق المحيطة.

 

وتعتمد حرفة الموزاييك على أنواع محددة من الأخشاب مثل خشب الجوز والزان والورد والليمون، فلصناعة الموزاييك  تقنية معقدة في التصنيع تعتمد على تنزيل نوع خشبي مختلف عن الخشب المحفور على شكل رسوم وتصاميم هندسية عديدة بالإضافة الى تطعيم الخشب بقشر العظم والصدف أو العاج.

 

وتمر خطوات تصنيع قطعة الموزاييك بعدة مراحل تبدأ بتصنيع الهيكل الخشبي باستعمال أنواع متعددة من الخشب حسب رغبة الحرفي ثم تلصق على هذا الهيكل صفائح الموزاييك بالغراء، فصفائح الموزاييك تجهز بأخذ قضبان منتظمة ذات مقطع مربع أو مثلث أو متوازي الأضلاع بطول وسطي 25 سم ويتم جمعها على شكل هندسي وذلك حسب الرسمة المطلوبة ومن بعدها يتم تغريتها بعد ربطها بخيط .

 

وهذه القضبان تكون لها ألوان متعددة بعضها طبيعي وبعضها مصبوغ فاللون الأحمر هو من خشب الورد والأصفر من خشب الليمون أما العظم فهو أبيض وكان في الماضي يستعمل الحرفيون عظام الخيل وقد كان جميع هذه القضبان من أسرار المهنة.

 


عدد القراءات: 11568