شارك
|

النقش على النحاس

تاريخ النشر : 2017-03-20

 

كانت صناعة الأواني النحاسية من أهم الصناعات في دمشق، وكان لها سوق يدعى سوق النحاسين يهتم بصنع الأواني النحاسية اليدوية وكان التجار يستوردون صفائح النحاس من أوروبا ويطرقونها في حوانيتهم ويصنعون منها أواني مختلفة الأشكال حسب الحاجة.

 

وكان هناك قسم من سوق النحاسين في دمشق مخصصاً لأرباب صناعة الصب والسكب (أي صهر النحاس وسكبه في قوالب تأخذ أشكالاً مختلفة)، وكان النحاس الأحمر والأصفر يصب في هذه السوق لتصنع منه أو من خلائطه وخلائط الرصاص آلات مختلفة، كآلات الزينة للخيل والعربات، وكان النحاس الأصفر يُصب لتصنع منه محابر الكتابة و(الهاون) والملاعق والشوك ومطاحن البن والمناقل والصواني والشمعدانات وملاقط النار، كما كان يمزج النحاس بمقدار معلوم من القصدير بدلاً من الرصاص لتصنع منه النواقيس والأجراس والصنوج والآلات الموسيقية النحاسية.

 

أما الزخرفة على النحاس فهي تعتمد اعتماداً تاماً على الخط والرسم الزخرفي وتحتاج إلى التحلي بالصبر ودقة الملاحظة والمواد الأولية المستخدمة هي صفائح النحاس الأحمر والأصفر، ويتفرع عن هذه الحرفة، الحفر أو (النقش) والتجويف، وتنزيل الفضة والذهب ثم الكبس والتخريق. (صوره لحرفيين ينقشون على النحاس 1965)

 

ويعود تاريخ النقش علي النحاس إلي بدايات ازدهار الحضارة العربية الإسلامية حيث اشتهر الإقبال علي تزيين المباني كالمساجد والمدارس والدور والقصور وسواها من المنشآت بشتى ضروب الزينة والزخرف، ولجأ صناع هذه الحرف إلي أساليب مبتكرة ووسائل شتى لتلبية الطلبات المنهالة عليهم، كالنقش والرسم والتذهيب والتلوين والتطعيم والتعشيق وسواها من الوسائل والأساليب التي اصطلح علي تسميتها (الفنون الزخرفية).

 

ولا تزال منتجات النحاس المزخرفة بالنقوش تجد من يحبذها وتجذب علي نحو خاص السياح الأجانب الذين يريدون أن يقتنوا شيئاً من سحر الشرق وأن يعودوا إلي بلادهم محملين بالصناعات الشعبية التي تربطهم بعالم ألف ليلة وليلة الأسطوري.


عدد القراءات: 13726

اخر الأخبار