شارك
|

كراسي الخيزران ....لوحة مصنوعة من القش

تاريخ النشر : 2015-06-22

خرجت من عباءة التراث مرة جديدة لتعود إلى الاستخدام الفعلي كأثاث يحتاج إليه المنزل، وتبقى مجرد تحف للزينة ضمن البيت الدمشقي التراثي، معتمدة على التصنيع اليدوي الذي بدأ في "دمشق" قبل 600 عام.


محمد السيد من أهالي السادات تحدث عن مكانة كراسي القش في البيت الدمشقي، ويقول :"منذ بضعة عقود من الزمن كانت الكراسي المصنوعة يدوياً من القش والخشب تتواجد في كل بيت دمشقي، وتعدّ من أساسياته، فكانت موجودة إلى جانب بحرة باحة البيت وداخل الغرف، ناهيك عن انتشارها في الدكاكين والمقاهي، ولكن الأمور تغيرت حينما غزت الكراسي الرخيصة الثمن المصنوعة من البلاستيك والمعدن السوق المحلي، ولكن حالياً عادت تلك الكراسي إلى البيوت بعد مضيّ سنوات على نسيانها، الأمر الذي جعل الورشات التي تعمل في مجال صناعة الكراسي الخشبيّة مع القش أو الخيزران تعاود نشاطها وتسترجع مجدها في البيع، وتتركز تلك الورشات بوجه خاص في باب الجابية والقنوات.


ساطع الملك صاحب ورشة لتصنيع كراسي القش في القنوات يقول: "هذه المهنة معروفة في دمشق منذ 600 عام، وتعتمد بوجه أساسي على الخشب وقش القمح؛ وهما المادتان الأساسيتان في صناعتها التي تتم يدوياً، فبعد إحضار القش الناتج عن القمح بعد حصاده، نقوم بترطيبه بالماء حوالي أربع أو خمس ساعات وتغطيته بقطعة من الخيش المبلول، ثم نقوم بتمشيطه بمشط خاص، حيث إن القش عريض والمشط عبارة عن قطعة خشبة فيها مجموعة مسامير على شكل مشط الشعر بهدف تقطيعه، حتى يصبح كشعر البنات، ثم يُجدّل ,ويتم تشكيله على الكرسي.


وتتوزع الأنواع المصنعة منه ما بين كنبة وكرسي السفرة وكرسي الاستخدام الخارجي أو الداخلي، وصناعة الكرسي الواحد تحتاج إلى وقت قد يصل إلى يوم كامل، بعد مرحلة تجميع القش التي تستغرق ثلاثة أيام متتالية.


و يضيف ساطع :"لا تزال تأخذ حيزاً من حياة أهل الريف، وذلك بصناعة عدة أنواع من القش كالمكانس والأطباق والسلال وحتى الكراسي الصغيرة والكبيرة، وهذا يعود إلى ملامستهم منتجات الطبيعة ومخلفاتها مباشرة، وتوافر المواد الأولية اللازمة لتلك الصناعات اليدوية التي تمثل جزءاً من التراث الشعبي"


عدد القراءات: 17251

اخر الأخبار