شارك
|

ما هي حكاية سلطة الفتوش؟

تاريخ النشر : 2015-06-23
تُعتبر سلطة الفتوش من أهم المأكولات التي يزّين فيها الصائمون مائدة إفطارهم في شهر رمضان، لكن ما هي حكاية سلطة الفتوش؟

تخبّئ هذه الأكلة حكاية قديمة تناقلها الناس عبر التاريخ، وتقول...

أنه في أواخر شهر آذار عام 1862 هرب عدد من المسيحيين من جبل لبنان من المذابح التي تعرضوا لها. وقد توجهوا إلى مدينة زحلة اللبنانية عند دارة آل السكاف وآل فتوش وكانوا من الإقطاعيين.

وكان لدى استقبالهم في دارة آل فتوش مائدة عامرة بأنواع الأطعمة من لحوم وطيور وأطباق عديدة. إلاً أن أهل الجبل كانوا نذروا الصوم قبل وصولهم إلى بر الأمان، لذلك لم يتمكنوا من تناول اللحوم واكتفوا بما وجدوا من خضار وأكلات نباتية .

وبالإضافة إلى ما تقدم من أطباق، وضع المضيفون أطباقا من السلطات وطبقاً من سلطة الخضار. وأخذ بعض المدعوين يأكل من أطباق السلطات مغمسا بالخبز، وعندما بدأ يأكل سلطة الخضار بالخبز صار أحد الحاضرين يضحك ويقول لصاحب البيت وهو من آل فتوش باللهجة اللبنانية:" فتوش، شوف ضيوفك عمياكلو السلطة بالخبز. هيدي أكلة جديدة".

حينئذٍ قال البطريرك غريغوريوس يوسف، رئيس بطريركية أنطاكية والإسكندرية واورشليم وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك: " سنسمّيها فتوش ونأكلها في أيام الصوم الكبير".

وقد صادف ذلك التاريخ أواخر شهر رمضان من العام 1278 هجرية وهو شهر صوم المسلمين، فأخذ جيران منطقة زحلة اللبنانية في القرى الإسلامية فكرة طبق الفتوش وجعلوه مرتبطاً بصومهم في شهر رمضان المبارك. وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا، لذلك لا تخلو مائدة رمضانية في بلاد الشام من طبق الفتوش.

 


عدد القراءات: 10425