شارك
|

الشباب السوري المغترب ... أوقد شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام

تاريخ النشر : 2016-06-23

تقرير: يارا عاصي

 

في لحظة من اللحظات، يجتمع عليك كل شيء ..  خيبات الحظ ، تحطيم أحلامك ، تعبك الجسدي، ذكرياتك المُرة.. لقد حان موعد اتخاذ القرار: إما البقاء في الوطن المنهك من الحرب أو المجازفة بالاغتراب مرغماً ، فالوطن نحمله في قلوبنا دائماً أينما رحلنا...فهو زادنا ونورنا الداخلي الذي يضيء الطريق لنا في الغربة.


لطالما سمعنا عن قصص النجاح التي كانت بدايتها بسيطة لأشخاص نجحوا في تخطي العقبات وتجاوزوا العديد من الأزمات و المحن و تمكنوا بمثابرتهم وعزمهم من صياغة قصص نجاحهم.  ومن بين هذه القصص قصة الرسام ومصمم الغرافيك المغترب السوري علي رمضان, مواليد دمشق 1989 الذي استطاع بالجهد و العمل و بالفكر والابداع أن ينقش اسمه على لائحة النجاح  .


حصل على شهادة دبلوم تقاني في الهندسة الميكانيكية من معهد التعليم المهني في دمشق مع أنه درس ميكانيك السيارات الا أنه تمسك بعشقه للتصميم و الفن التشكيلي.

 

اضطرت الظروف علي للسفر خارج سورية في نهاية 2012 للبحث عن فرصة لحياة جديدة بسبب وضع البلد وقلة فرص العمل والسبب الأكبر فقدانه منزله بسبب الإرهاب.


بدأ بمشروع يهدف للتعريف بتاريخ سورية بأسلوب جديد نوعا ما بدأت الفكرة عندما لون صورة لسيدة أجنبية لتعود وكأنها ترتدي ثوباً ملوناً ابتاعته للتو. كما لون صور بعض المدن الاوروبية كباريس و ليفربول  بتحويلها من الأبيض والأسود، اضافة الى صور قديمة لسورية يعود تاريخها لعام  1860 وما بعد وقام بتلوين هذه الصور مع ذكر معلومات عن كل صورة في محاولة لإحياء الصور القديمة بالألوان .


المغترب السوري علي رمضان صرح لموقع "المغترب السوري" : للأسف المواقع العربية والسورية بالأخص لم تتحدث عن أعمالي الفنية فهناك المئات من الصور التي نشرتها في صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في صفحة تلوين الصور القديمة التي لاقت اعجاب و استحسان السوريين والكثير من العرب و الأجانب.

 

وأنا بصفتي مغترباً سورياً أتوجه بطلب الاهتمام بالشباب السوري المبدع وعدم التفريط به حتى يستغل تفوقه وابداعه الغرب.. فوطننا أكثر من يحتاج شبابها وخاصة بعد ما مرت به سورية منذ خمس سنوات .

 

وبالنهاية البشر توّاقون إلى النجاح والإنجاز في حياتهم الشخصية والعملية ليس على مستوى المؤسسات والشركات فحسب، بل على مستوى الدول أيضاً، ولكن النجاح الدائم حلم صعب المنال؛ لأن الإنسان جُبِل على المحاولة والخطأ والفشل أحيانًا، والفشل ليس رذيلة -كما يعتقد الكثيرون- مادام لن يكون المحطة الأخيرة في التجارب التي يمر بها الأفراد والمؤسسات، بل يصبح الفشل فضيلة حين يكون دافعًا للنجاح، وسلمًا للصعود والنهوض والدفع باتجاه الأفضل وتحقيق الأهداف.


ومن هنا كانت انطلاقة الفنان علي والذي ختم حديثه قائلا: "أتمنى أن أكون مثالاً للشباب السوري بإضفاء العزيمة عليهم وعدم الاستسلام للاحباط نتيجة الظروف التي تمر بها بلادنا الحبيبة" .
 


عدد القراءات: 13517