شارك
|

زبدة الفستق والبسكويت لمهجري الحرب.. هل تكفي لبناء أجساد أطفالهم الغضة؟

تاريخ النشر : 2016-07-21

الفقر والتهجير ليس سببين كافيين لتوزيع البسكويت والمكملات الغذائية وغيرها للمحتاجين، فالحالة الاجتماعية المزرية التي يعيشها الكثير من الأسر بسبب ظروف الحرب هي التي دفعت الكثير من الأمهات للاعتماد على ما تقدمه منظمة الصحة العالمية عبر عياداتها من مساعدات إنسانية ومنها تقديم حبوب الحديد وزبدة الفستق!
«وطن» طفل يبلغ السبعة أشهر من العمر، يعيش على زبدة الفستق، تتردد أمه المهجرة من اليرموك أسبوعياً إلى عيادة التغذية التابعة لتنظيم الأسرة.
لتحصل على علبتين منها، فهي مغذية وتكفي حاجته من الفيتامينات كما تظن، لم يكن طفلها وحده يعاني نقص التغذية، بل هي أيضاً، تقول أم وطن: «إن ارتفاع الأسعار والدخل المحدود لزوجي المياوم في إحدى الشركات يجبرنا على التقنين كثيراً في شراء الطعام .
أما الطفلة لجين المصابة بفقر الدم الشديد وسوء التغذية، فقد تحسنت حالتها الصحية بعد متابعتها في العيادة، فوضع أسرتها المالي لا يسمح بشراء علبة حليب سعرها 3000 ليرة تكفيها خمسة عشر يوماً، تقول والدتها: «أغلي نقيع الرز وثلاثة ملاعق من زبدة الفستق يومياً، ابنتي تعودت على مذاقها الحلو فهي تعوض نقص الفيتامينات».
حالة وطن ولجين ليست الوحيدة التي تراجع العيادة للحصول على زبدة الفستق، فهناك حوالي300 طفل شهرياً تراقبهم المسؤولة عن عيادة التغذية الاختصاصية نورا فرواتي تراهم كيف يكبرون، تقيس طولهم ووزنهم، تعرف فيما إذا كان الطفل يعاني نقص التغذية، وهل هو بحاجة إلى الفيتامينات وحبوب الحديد، لكن بعض الأمهات وكما قالت الاختصاصية يردن الحصول على الفيتامينات رغم عدم حاجتهن لذلك.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تكفي زبدة الفستق تلك المادة الدخيلة على مجتمعنا التي فرضتها ظروف الحرب في تغذية الكثير من الأطفال المحرومين من دفئ الأسرة وطعام لذيذ يقيت أجسادهم الغضة؟
دكتور الأطفال محمد مبارك في عيادة تنظيم الأسرة بين أن زبدة الفستق مملوءة بالفيتامينات والمعادن، إضافة إلى السعرات الحرارية عالية الطاقة، وقد منعت منظمة الصحة العالمية إعطاءها للأطفال بعد سن الخامسة، لأنها لا تفيد بعد هذا العمر، فالمنظمة وضعت برنامجاً خاصاً فيه مقاسات عالمية لكل طفل بوزنه وطوله وعمره وحاجاته من الفيتامينات، لذا لا توزع حبوب الحديد والمكملات الغذائية إلا للأطفال المصابين بنقص الوزن وسوء التغذية.
وهنا يبين الدكتور مبارك لدى سؤاله عن دور عيادة التغذية في تقديم المساعدات أن العيادة تتعامل مع الحالات المرضية للأم المرضع وطفلها ولا تعتمد على الحالة الاجتماعية ولا تنظر إلى وضع الأسرة الاقتصادي، قائلاً: يظن كل من يتردد إلى عيادة التغذية أنها «جمعية خيرية» وأن حصولهم على الفيتامينات حق مكتسب وهذا أمر لابد من توضيحه.
العودة إلى الطبيعة هو ما يناشد به اختصاصيو التغذية ودكاترة الأطفال والتشجيع على الإرضاع الطبيعي مدة عامين، يشير الدكتور مبارك إلى أنه على كل أم أن تقسم وجباتها خلال اليوم لتحصل على التغذية، وألا تعتمد على المكملات.
في حين تبين اختصاصية التغذية نورا فرواتي أنه «ليس حليب الأم وحده ما ينمي الطفل، إنما جرعات من الحنان والدفء وهي ترضع طفلها وتعطيه الاهتمام أثناء الرضاعة» فهي وكما قالت ترى الكثير من الأمهات لا يعرن الأطفال أي اهتمام، فينشغلن عنهم عبر الجوال أو التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه يترددن إلى عيادة التغذية للحصول على حبوب الحديد التي تعطى للأم المرضع ظناً منهن أنها تكفي لتغذية أطفالهن، مبينة أهمية فحص نسبة الحديد في الدم كل فترة.


عدد القراءات: 11313

اخر الأخبار