شارك
|

العم أبو رامز ملك القهوة

تاريخ النشر : 2016-09-04

يحبّ السيد أحمد ديركي لقب “أبو رامز الحبيب”، فهو الرجل المحبّ لهذه الدنيا، المتفائل بها إلى حدّ الابتسامة والضحكة الرائعة دائماً، وهو مزوح ودائم الأمل.


يعيش أبو رامز /63/ عاماً ( الصورة) في منطقة ركن الدين التي تمثل بنسيجها الاجتماعي سورية المصغّرة بكل انتماءاتها، فابن تلك المنطقة كما يقول: “بدأت العمل وأنا عمري 12 سنة في فرن صغير، وتابعت واشتغلت بعدها بعمل القهوة والشاي وفي مجال الضيافة”. فالقهوة الصباحية التي يصنعها أبو رامز تكاد رائحتها تسحر كل من يقترب من عبقها، فهي ممزوجة بطعم ياسمين الشام، وكل من تذوّقها يقول: “الله ع الشام وقهوة الشام” فهي من يد خبير بالقهوة وخبير بالشام وياسمينها.


يبدأ أبو رامز حديثه معنا عن حياته فيقول: “تزوّجت عام 1980، ورزقني الله بابنتين وصبي” يذكر اسم ابنه “رامز” ويغصّ وتمتلئ عيناه بالدمع، لكن سرعان ما تمحيها ابتسامة سريعة ليقول: “رامز الشاب الوحيد الذي رزقني إياه الله، مريض عقلياً، لكن الحمد لله على كل شي، رامز هو الدنيا كلها بالنسبة لي، أراها من بين عينيه، وأرى الفرح والسعادة من ضحكته، رامز هو الأمل المستمر في ظل هذا السواد المحيط بنا”.


قاطعت حديث أبي رامز الحزين كيلا أزعجه أكثر في الحديث عن ابنه الوحيد، وسألته لماذا اخترت مهنة صناعة القهوة دون كل المجالات الأخرى، فأجاب محاولاً إعادة الدمعة إلى قلبه: “أنا بدأت بالقهوة من زمن بعيد، وأنا صغير كنا نطحن البن على أيدينا، ونطحن الهيل معه، فتعبق رائحته في أرجاء المنطقة الساكنين فيها”. وبكل سعادة وأمل يقول: “الشيء الثاني أنني أكون مستمتعاً وسعيداً جداً عندما يشرب الناس منها، ويدعون لي قائلين: “تسلم إيديك يا أبو رامز الحبيب” بحس هون مكمن سعادتي في هذا الكون”.

 

ويتابع أبو رامز الحبيب “بوجع” قائلاً: “حلمي أن أمتلك مقهى كبيراً، لا أقدّم فيها غير القهوة والشاي والزهورات، وكنت كل يوم أقترب من تحقيق هذا الحلم لغاية “ما حلت هذه الحرب على بلادنا وخرّبت الدنيا”، ورغم ذلك لم يفقد أبو رامز الأمل، فيقول: “بالتأكيد ستعود بلادنا كما كانت وأحسن” وينهي حديثه معنا بالعبارة الأكثر شهرة في سورية خلال الحرب: “الله يفرّج أحسن شي”.


صحيفة البعث


عدد القراءات: 12443

اخر الأخبار