شارك
|

"السليقة" ..موروث شعبي ومخزون أيلول لأيام السنة

تاريخ النشر : 2016-09-28

أدونيس شدود - المغترب السوري

 

لا نبالغ إن وصفنا "السليقة" بانها إحدى أهم الأكلات المتوارثة عبر السنين وصولاً إلى يومنا هذا من قبل معظم العائلات في ريف الساحل السوري.

 

تلك المادة الغذائية التي يبدأ الأهالي بتحضيرها في شهر أيلول من كل خريف معتمدين على سلق "البرغل" لتشكل ركيزة أساسية في مؤونة البيت الريفي.

 

أبو علي الرجل الستيني الذي اعتاد سنوياً على عزيمة جيرانه وأقرابه لتذوق السليقة التي يقوم بتحضيرها تحدث لموقع "المغترب السوري" عن خطوات التحضير قائلاً: "ينتهي موسم الحصاد لتقوم كل عائلة بتحديد كمية تكفي حاجتها من مؤونة "البرغل"، وتقوم النسوة بغربلة القمح لتخليصه من حبات التراب والحصى والقش والشوائب الأخرى، ثم ينقع بالماء لتنظيفه من الغبار، ويحضر بعدها لعملية السلق من خلال إعداد النار وتجهيز الوعاء المعدني الكبير الذي يطلق عليه اسم "الحلة" وهو يستخدم لسلق القمح، حيث يتم تقسيم الكمية المراد سلقها إلى دفعات وتوضع داخل ذاك الوعاء".

 

يضيف أبو علي: " يُسكب الماء فوق القمح حتى يغمره في "الحلة"، وتشعل النار تحتها بحيث تتراوح مدة سلق كل وجبة عدة ساعات وذلك حتى تنتفخ حبات القمح دلالة على نضجها، وبعدها تغطى "السليقة" بقطعة قماش لبعض الوقت كي تختمر ويكتمل نضجها على بخارها، ويقومون بعد ذلك بتفريغها ونشرها على سطح المنزل تحت أشعة الشمس كي تجف".

 

التقاليد الشعبية الحميمية التي تتمثل بالتجمع عند "الحلة" لتذوق "السليقة" تصفها زوجة أبو علي مريم خير بيك بأنها الشيء الذي يعطي للعمل متعته الخاصة في هذا الوقت من السنة، وتعتبر أم علي أن هذه التقاليد تزيد من التواصل الاجتماعي بين عائلات القرية الواحدة.

 

لا ينتهي الأمر هنا بل يستمر إلى نقل نتاج السلق إلى الجاروشة الآلية لكي تجرشها، بحيث ينتج عنها ثلاثة مكونات وهي "البرغل"، " الصرصيرة"، و "النخالة".


عدد القراءات: 14775