رهام راجح محمود
عُرض في دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) ، الخميس 1/ تشرين الأول ، فيلم رسائل الكرز، سيناريو وإخراج سلاف فواخرجي عن قصّة لنضال قوشحة.
يعتمد الفيلم أسلوب العرض البانورامي لصور وأحداث من الجولان السّوري المحتل في فترة مابعد الاستقلال ، فلا يبدو الخط الدرامي الواحد جليّا في الفيلم.
يشكل الجولان، الخلفية الزمانية والمكانية لبطلي الفيلم العاشقين دانا مارديني بدور( سما ) ،ومحمود نصر بدور (علاء)، الذي ينتقل إلى دمشق للدراسة ،حاملا معه الأرض المحتلة في هواجسه وذاكرته.
يروي علاء من خلال أسلوب العرض الاسترجاعي قصته، وخيباته المتتالية، في العودة والزواج والنصر، بأسلوب يحمل شجون جيل كامل ،ممن عايشو نكسات الأمة المتوالية.
تظهر رومانسية المخرجة المفرطة في الفيلم، فلا تقدم مشهدا واحداً لمشاكسة أو شجار، حتى إن العدو الصهيوني لم يظهر بأفعاله الوحشية إلا من خلال مشهد القصف، وذلك من خلال عيون أبناء القرية التي تعرضت للقصف.
لم يُعن الفيلم بالغوص في تفاصيل الحياة الجولانية، بيد أن ذلك لم يؤثر في جمالية الصورة ،التي بلغت ذروتها في مشهد تصوير الاحتفال في البيت الريفي الجبلي.
فلسطين كانت حاضرة كذلك في العمل، من خلال شخصية ( عطالله الحيفاوي) غسان مسعود الذي شكل بنايه وموسيقاه المعادل الموضوعي للوطن المسلوب والذاكرة المحنطة.
الكرز هو الرمزية الأكثر تجذراً عبر مراحل الفيلم كافة. فهو المرجع، والمبتدى بيد ( ناصر الدين مرقبي) والد علاء، من خلال الشجرة التي زرعها عند ولادة ابنه.
وهو الذاكرة الحية بين يدي الوالدة ( جيانا عيد) التي مزجت الكرز بالهوية وورود الجولان،وهو مداد العاشِقَين الأحمر في مراسلات الهوى.
أم كلثوم وفيروز كانتا الخلفيتين الموسيقيتين البارزتين في العمل، حيث عملت أغنياتهما (كروزنامة) لإبراز الحقب التاريخية المتداخلة في الفيلم .
الخطاب في الفيلم كان توجيهيا بفجاجة ببعض عباراته. كما أن (الماكياج ) لم يكن بالجودة الكافية، وهذا ما تجلى على وجه (علاء) في سن الكهولة، الأمر الذي ربما يُعزى للإمكانات المادية المتواضعة في ظل الحرب.
يذكر أن سلاف فواخرجي حازت عن فيلم رسائل الكرز جائزة ( أحمد الحضري) مناصفة مع رعد مشتت ،عن فيلمه صمت الراعي في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط 2015