شارك
|

أمسية كلاسيكية للفرقة السيمفونية الوطنية السورية بدار الأسد

تاريخ النشر : 2017-10-18

أحيت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والكورال ملحمة موسيقية كلاسيكية خاطبت درة الحضارة السورية في شمال سورية لتحل المدن المنسية ضيفا على أمسية للموسيقا الكلاسيكية والغناء، بقيادة المايسترو السوري المغترب نوري الرحيباني على خشبة مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون مساء أمس.

 

الأمسية التي حملت عنوان “المدن الميتة” اختار برنامجها المايسترو الرحيباني وجاءت على ثلاث مراحل اشترك فيها غناء سناء ورنيم بركات وعبد الله عطفة.

 

وجسدت المقطوعات المختارة تعاقب التاريخ على المدن المنسية من النشوء فالازدهار ثم الاندثار مرورا بالحروب التي تعرضت لها وصولا إلى الإرهاب الذي طال أوابدها الضاربة في القدم.

 

وحمل الفصل الأول من الأمسية روح السفر والترحال ثم الاستقرار فجاءت المقطوعات التي عزفها السيمفوني السوري من “مرثاة” إلى “هدوء عميق والترحال والوصول إلى الوطن الجديد وأنشودة الشكر” فيما عبر الفصل الثاني عن مشاعر الفرح التي انتابت ابناء المدن المنسية في الماضي الغابر وحالات الروحاني التي عاشوها لتحمل المقطوعات عناوين “الحياة السعيدة في الوطن الجديد” وموشح “لما بدى يتثنى وهلا لا لا ليا” إضافة إلى أغنية “القديس سمعان” في تحية لهذا الراهب الذي عاش في القرن الخامس الميلادي بالمنطقة ليختتم الفصل بتهليلة “أبانا الذي في السماوات”.

 

وتناول الفصل الأخير ما نال المدن المنسية من دمار على يد الغزاة في الماضي والإرهابيين في الحاضر فقدمت الفرقة السيمفونية مقطوعات “تخريب المدن والهجرة والأنقاض المهجورة والجدران الخربة والهدوء الصامت والتوجه إلى الله وصلاة الاستغاثة” مختتمة الأمسية بـ “أنشودة السلام”.

 

يذكر أن المايسترو نوري الرحيباني الذي ولد في دمشق عام 1939 درس في المعهد العالي للموسيقا في لايبزيغ بألمانيا قواعد التلحين والبيانو ثم درس بعدها قيادة الأوركسترا حيث أنهى دراسته بدرجة امتياز عام 1972 وأثناء هذه المرحلة شارك في العديد من ورشات عمل عالمية عند قادة أوركسترا مشهورين مثل ايغور ماركيفتش وآرفيد يانسون وكورت مازور.

 

واستلم المايسترو الرحيباني بعد تخرجه عام 1972 عمله كقائد أول للأوركسترا السيمفونية لمدينة رايشنباخ اليوم اسمها “رايشنباخ الفلهارمونية” وكقائد ضيف ترأس لمرات عديدة فرقة هاله الفلهارمونية كما قام بالعديد من التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية مع فرقة إذاعة برلين السيمفونية الكبيرة وفرقة الكورال التابعة لها وعمل كقائد أول لمدة سنة لدار أوبرا مدينة فرايبورغ.

 

قاد المايسترو الرحيباني الفرقة السيمفونية لمدينة سان بطرسبورغ وفرقة كالينينغراد الفلهارمونية وفرقة مغد يبورغ الفلهارمونية وفرقة دار أوبرا لونيبورغ.

 

وتشمل أعماله ألحاناً وتوزيعات كثيرة للآلات الإيقاعية إضافة إلى أعمال مختلفة للبيانو وموسيقا الحجرة بمختلف أنواعها وأعمال سيمفونية متعددة.

 

قدم المايسترو الرحيباني ملحمته الموسيقية “المدن الميتة” في ألمانيا عام 2017 بنجاح كبير وقاد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية لأول مرة عام 2001 بعدها أصبح يدعى سنوياً لقيادة الفرقة وقدم معها لأول مرة عام 2011 الرقصات والأغاني العربية السيمفونية كما قاد كارمينا بورانا مرتين على مسرح دار الأوبرا.

 

يعتبر المايسترو الرحيباني خبيراً في الموسيقا الإيقاعية وهو عضو وأستاذ ضيف في جمعية كارل أورف الدولية وقدم أيضاً في عام 2011 ولأول مرة حفلة للموسيقا الإيقاعية في دمشق بالاشتراك مع سيمون مريش وعازفي الإيقاع في الفرقة السيمفونية.

 

أسس عام 1980 فرقة للموسيقا الإيقاعية “الطبل الناري” في معهد الموسيقا في مدينة لوشوفي بألمانيا والتي أصبحت بعد وقت قصير الشعار الموسيقي لمنطقة فندلاند وطنه الجديد وقلد عام 2001 وسام الاستحقاق الألماني ذا الوشاح تكريماً لعمله كملحن وقائد أوركسترا ومرب موسيقي.


عدد القراءات: 8237

اخر الأخبار