حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن الإرهاب سيبقى في المنطقة ان لم تكن هناك ارادة جماعية لاجتثاثه وما دامت هناك معايير مزدوجة تصنف الارهاب بين جيد وسيء موضحا ان هناك دولا غربية تدعى محاربة الارهاب وتؤوي تنظيمات ارهابية على اراضيها.
وندد روحاني خلال كلمة له بافتتاح “المؤتمر الدولي الثاني لـ17 الفا من شهداء الاغتيالات” في طهران اليوم بالأعمال الإرهابية التي تقوم بها المجموعات المسلحة في سورية والعراق والمنطقة لافتا الى ان الكيان الصهيوني المحتل أنشئ على اساس الارهاب والقتل والمنطقة تشهد الان الممارسات الارهابية لتنظيمات مثل “داعش” و”النصرة” وغيرهما التي يجب التصدي لها.
وقال روحاني : “الإرهاب لا يعترف بالوسطية ولا بالحوار ولا السلام” مؤكدا أن ايران تقف الى جانب المظلومين والذين يكافحون الارهاب في سورية والعراق وفى كل مكان وأن” أي بلد يدعم الإرهاب سيكون فريسة له”.
وتساءل روحاني .. “كيف يمكن لجهات تقوم هي نفسها بدعم الإرهاب وتدعي مكافحته” وكيف تسكت بعض الدول على المجموعات الإرهابية في المنطقة مضيفا أن “الذين يشعلون الفتن سيحترقون بها عاجلا ام اجلا”.
وانتقد روحاني عدم قيام الامم المتحدة والمنظمات الدولية بأي خطوات جدية لشجب أي جريمة من جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني كما انتقد أمريكا لدعمها الإرهاب.
وأشار الرئيس الإيراني الى ان بلاده اصبحت بعد انتصار ثورتها الإسلامية إحدى ضحايا تدخل القوى الغربية وان “ممارسات تنظيم داعش الارهابي ربما تكون جديدة على العالم لكن ايران عانت منها منذ انتصار ثورتها الاسلامية .. والارهابيون مارسوا كل الأعمال الوحشية فيها”.
وختم الرئيس الإيراني كلمته بالقول ان “التعصب والتشدد والاستبداد كلها من جذور الارهاب التي ينبغي اجتثاثها”.
من جانبه أكد السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود في تصريحات له خلال المؤتمر أن الإرهاب التكفيري هو التحدي الرئيسي الذي يواجه دول المنطقة والعالم مشيراً إلى أن ما حذرت منه سورية منذ أكثر من أربع سنوات حول خطر تمدد الارهاب أصبح واقعاً على الأرض الأمر الذي يتطلب الضغط بكل الوسائل على الدول الداعمة للتنظيمات الارهابية التكفيرية في سورية لوقف تمويلها وتسليحها لها.
وحمل السفير محمود بعض الدول الإقليمية والغرب والولايات المتحدة مسؤولية جرائم القتل التي ترتكبها التنظيمات الارهابية بحق الشعب السوري وتدمير بنيته الاقتصادية والثقافية والحضارية نتيجة استمرارها في توفير الغطاء للمجموعات الارهابية وتصنيف بعضها على أنها “معارضة معتدلة” وتدريبها ودعمها لوجستياً وعسكريا، مشيراً إلى أن هذه الدول مارست كل أشكال التضليل وقلب الحقائق لما يجري في سورية من أعمال ارهابية.
ودعا محمود النخب السياسية والأكاديمية المتخصصة في مكافحة الإرهاب والمشاركة في الموءتمر من مختلف دول العالم إلى التحرك الملموس عبر الموءسسات العلمية والمجتمعية لكشف مخاطر استمرار السياسات الغربية والإقليمية المتماهية مع الارهاب على أمن العالم واستقراره مجددا عزم الشعب والحكومة السورية على الاستمرار في مواجهة الارهاب والتعاون مع أي جهود مخلصة وصادقة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
وتم خلال المؤتمر إزاحة الستار عن كتاب “يوميات الوقائع الإرهابية في ايران” والاعلان عن سبعة عناوين كتب جديدة في مجال الارهاب ووثائقه على الصعيد الدولي وتم عقد خمس جلسات تخصصية كما جرى تكريم عدد من عوائل الشهداء وعرض وثائقية “ايران ضحية الارهاب”.
حضر المؤتمر عدد من الاكاديميين والباحثين والسياسيين من مختلف انحاء العالم ومسؤولين ايرانيين وعدد من السفراء المعتمدين في طهران.