أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران اليوم على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها وهذا ما تشدد عليه دائماً كل قرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية.
وأضاف المقداد: ننظر إلى ما تم في قمة طهران على أنه إيجابي رغم محاولات الطرف التركي فرض أجنداته على الاجتماع لكن ذلك لم يتحقق بفعل المناقشات الجادة والآراء التي طرحها الأصدقاء الإيرانيون والروس في هذا المجال والتي حالت دون تحقيق الطرف الآخر الأهداف التي كان يسعى إليها.
وأشار المقداد إلى أن أي اعتداء تركي على الأراضي السورية وممارسات التتريك التي تقوم بها قوات الاحتلال التركي في شمال سورية وإقامة ما تسمى “منطقة آمنة” تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة مؤكداً أن الشعب السوري سيدافع عن سيادة وطنه ويفشل كل المخططات الرامية لتقسيمه والنيل من وحدته.
وأوضح المقداد أن تأكيد السيد الخامنئي لرئيس النظام التركي أمس أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم جداً وأن أي هجوم عسكري على شمال سورية هو لصالح الإرهابيين وسيلحق الضرر بتركيا وسورية وكل المنطقة كان جوهرياً وتعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعب الإيراني وعن إرادة المجتمع الدولي لأن القانون الدولي يمنع الاحتلال والهيمنة.
وشدد المقداد على ضرورة إدراك الاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي أن وجودهم على الارض السورية لن يكون إلى الأبد وأن شعبنا سيواصل نضاله من أجل إنهاء هذا الاحتلال والطريق إلى ذلك معروف واختبرته الولايات المتحدة وتركيا و(إسرائيل) في أكثر من مكان فالاحتلال إلى زوال طال الزمن أم قصر.
ولفت المقداد إلى أنه تمت مناقشة هذه المواضيع مع الأصدقاء في إيران وتم التأكيد على أن الحل هو بيد السوريين وبما يلبي تطلعاتهم كما تمت مناقشة الوضع في منطقة الجزيرة السورية حيث تواصل قوات الاحتلال الأمريكي نهب ثروات سورية بالتعاون مع أدواتها من الميليشيات الانفصالية التي نعود ونقول لها أن تتوقف عن العمالة للأجنبي والاستقواء به وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من الأرض والوطن وعلى هذا الأساس يمكن حل أي مسائل وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أنها ستهزم في سورية ولن تحقق أهدافها في تقسيمها فكل ذرة تراب محتلة ستعود إلى أرض الوطن.
وبين المقداد أن العقوبات التي يفرضها الغرب على الدول التي تعارض سياساته ومن بينها سورية وإيران تتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لافتاً إلى أنه ناقش مع عبد اللهيان تعزيز التعاون الاقتصادي لتجاوز تداعيات هذه العقوبات التي تهدف لخنق الشعوب الحرة وحرمانها من لقمة العيش فالعالم اليوم بات عالماً مترابطاً وعلى الولايات المتحدة والدول الغربية أن تعي أن صفحة الهيمنة انتهت وطويت ويجب أن يكون هناك عالم متعدد الأطراف والأقطاب.
ولفت المقداد إلى أن إيران تقف دوماً إلى جانب الشعب السوري في مكافحة الإرهاب وعملية إعادة إعمار ما كانت تدمره الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابيون من محطات تحويل الكهرباء والسدود ومشاريع المياه والتنمية الأخرى وسورية تقدر عالياً كل ما قدمه الشعب الإيراني في مختلف المجالات طيلة هذه السنوات داعياً المجتمع الدولي إلى المساهمة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار وتسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم.
وجدد المقداد دعوة سورية لكل مواطنيها اللاجئين الذين هجرهم الإرهاب للعودة إلى الوطن مبيناً أن المشكلة الحقيقية هي أن الدول الغربية تعرقل هذه العودة وهنالك قرارات اتخذت فيما يسمى “مؤتمر بروكسل” وفي العواصم الغربية لاستغلال اللاجئين خدمة لأجنداتها السياسية يضاف إلى ذلك مواصلة هذه الدول حصارها الاقتصادي على سورية لتضييق الخناق على شعبها وعرقلة عودة اللاجئين.
من جهته أشار عبد اللهيان إلى أن اجتماع رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا بحث أمس ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب في سورية وعودة الأمن والاستقرار إلى جميع أراضيها ووجوب احترام سيادتها وحل الأزمة فيها سياسياً.
وأعرب عبد اللهيان عن قلق بلاده من أي اعتداء عسكري تركي على شمال سورية مشدداً على أن الجيش العربي السوري وحده من يحفظ أمن وسلامة أراضي بلاده لافتاً إلى الجهود التي تبذلها بلاده لمنع هذا الاعتداء.
وبين عبد اللهيان أن الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية في الجزيرة السورية الغنية بالنفط والثروات إحدى الأزمات التي تعانيها المنطقة حيث تنهب واشنطن هذه الثروات وتدعم الميليشيات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية من “داعش” وغيره موضحاً أن تزايد نشاط هذه التنظيمات مصدر قلق وعلى القوات الأمريكية الخروج من الأراضي السورية.
وجدد عبد اللهيان إدانة إيران للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية لافتاً إلى أنها دليل على ضعف الكيان الصهيوني الذي سيكون مصيره الزوال.
وأشار عبد اللهيان إلى أنه بحث مع المقداد إعادة إعمار ما دمره الإرهاب في سورية وتسهيل عودة المهجرين واللاجئين مشدداً على أن العلاقات بين البلدين استراتيجية وأن إيران مستمرة بتقديم الدعم لسورية في جميع المجالات.