شيع إلى مثواه الأخير عصر أمس الاثنين الشاعر الكبير عمر الفرا من مشفى المجتهد بحضور إعلامي وشعبي حيث صلي على جثمانه في جامع بدر الدين الحسني ووري الثرى في مقبرة باب الصغير بدمشق.
ورافق جثمان الراحل الفرا الذي وافته المنية أمس الأول الأحد 21 حزيران إثر نوبة قلبية ألمت به عن عمر 66 عاماً في رحلته الأخيرة عدداً من رفاق الدرب والإعلاميين وسط حشد من المواطنين الذين جاؤوا لوداعه.
وقال وزير الثقافة عصام خليل إن الشاعر الفرا لم يقتصر على قدرته الفائقة التي تجلت في نسيج القصيدة الشعبية والتي اعتمدت الأسس الفنية الكاملة من صور وموسيقا وموضوع رصدت جوانب الحياة الاجتماعية والوطنية بل كان يكتب القصيدة الفصيحة بمستواها الشعري الراقي وبذلك يكون الفرا قد شكل منظومة شعرية تخصه بالأسلوبين الشعبي والفصيح مشيراً إلى أن رحيله هو فقدان لقامة ثقافية وأدبية أغنت الساحة الثقافية والمكتبة العربية بكثير من العطاء والإبداع.
أما الشاعر توفيق أحمد معاون مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فرأى أن عمر الفرا يعد من أبرز شعراء سورية ولا سيما في الشعر الشعبي على مدى سنوات طويلة ومن خلال إخلاصه للشعر وقضايا الناس استطاع أن يشكل علامة فارقة في هذا المجال وله مجموعة من القصائد في الوطن والحياة والحب تضمنت قصصا اجتماعية تحاكي وجع الناس.
بدوره قال الدكتور علي القيم رئيس تحرير مجلة المعرفة لقد شكل رحيل الشاعر الكبير عمر الفرا صدمة كبيرة لعشاق أدبه ولطريقته الآسرة في القاء شعره موضحا أن الشاعر الفرا احتل مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا ولاسيما عندما كان يصعد المنبر ويلقي قصائده الشعبية بطريقة عصرية آسرة وبلهجة فيها الكثير من الشجن والتعبير والمحبة والالفة.
وقال الدكتور أحمد عبد الغني رئيس تحرير جريدة القرار شكل الشاعر الراحل عمر الفرا حالة اجتماعية فريدة نظرا لمواكبته التحولات الاجتماعية في مجتمعات الأرياف والمدينة حيث فرز الإيجابي عن السلبي وقدمه بأسلوب شعبي يعكس تطلعات الناس ونزوعهم إلى التطور.
أما الإعلامي نزار الفرا رأى أن والده الشاعر الراحل ترك إرثاً اجتماعياً مهماً فأصبح يحبه الأطفال والكبار لأنه عبر في شعره عن تطلعاتهم إضافة إلى أنه كان يساعد كل من يقصده حيث كان نصير الضعفاء وحليف كل من هو بحاجة إليه كما عبر في كثير من مواطن شعره عن قضايا المرأة وتطلعاتها.
هذا وتقبل التعازي بالراحل الفرا في صالة نقابة الأطباء بدمشق ولمدة ثلاثة أيام.
يذكر أن الشاعر عمر الفرا من مواليد تدمر عام 1949 درس في مدينة حمص وبدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة واشتهر بطريقة القائه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية فهو شاعر متمكن يعد من أهم الشعراء العرب.. عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاماً ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.
وللشاعر الراحل العديد من الموءلفات منها ديوان "قصة حمدة والأرض إلنا وكل ليلة والغريب ورجال الله" ومن أشهر قصائده "حديث الهيل-عرار-الياسمينة-عرس الجنوب-قصيدة وطن" وغيرها الكثير.