شارك
|

لماذا يزداد التوتر عندما نحاول الاسترخاء؟

تاريخ النشر : 2024-07-04
إن الخطوة الأولى لإزالة التوتر من حياتنا اليومية هي العثور على العوامل المسببة له والقضاء عليها (حيثما أمكن ذلك)، ثم تبني عادات وأساليب تساعدنا على الاسترخاء وتخفيف التوتر. ولكن ماذا يحدث عندما نصبح أكثر توتراً أثناء محاولتنا للاسترخاء؟
 
 
قد يكون هذا بسبب "قلق الاسترخاء"، وهو مصطلح نستخدمه لوصف تجربة الأشخاص الذين يتعرضون للضغط أثناء محاولتهم الهدوء والاسترخاء من خلال إجبار أنفسهم على أخذ قسط من الراحة. 
 
 
وعلى الرغم من أنه مصطلح جديد، فقد تمت دراسة القلق الناجم عن الاسترخاء (مصطلح سريري) لسنوات. ووفقاً لبحث نُشر في APA PsycNet ، يبدو أن هذا يحدث لما يتراوح بين 30% إلى 50% من الأشخاص عندما يحاولون القيام بأشياء مريحة، مما يسبب أعراض القلق (مثل سرعة ضربات القلب أو التعرق).
 
 
وهنا أمر متناقض، فبالنظر إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر الناجم عن الاسترخاء يحتاجون إلى القيام بشيء يبعث على الاسترخاء لمكافحة التوتر. يمكن أن يتحول هذا بسرعة إلى حلقة مفرغة لا يتمكنون فيها من تخفيف التوتر الذي يعانون منه، مما قد يؤدي بدوره إلى المزيد من المشاعر السلبية وحتى نوبات الهلع.
 
 
وعلى الرغم من أن هذا لا يحدث للجميع، إلا أن بعض الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق قد يكونون أكثر عرضة له.
 
 
 سنرى أدناه بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ذلك وما يمكنك فعله للتغلب عليه:
 
 
1. أنت تنكر أنك متوتر
الإنكار، أي التظاهر بعدم وجود مشكلة، هو أحد الاستراتيجيات الأقل فعالية للتعامل مع التوتر. وفي حين أن فترات الإنكار القصيرة يمكن أن تساعدنا في الواقع على التكيف مع التغيير (على سبيل المثال، يمكن للإنكار أن يساعد الشخص على التعامل مع مشاعره بعد تجربة وفاة شخص قريب منه)، ولكن عندما يستخدم غالباً للتعامل مع الضغوطات اليومية، فإنه يمكن أن يجعله يشعر أنه عالق في طريق مسدود.
 
 
عندما نكون في حالة إنكار، يستمر الجسم في إرسال إشارات التوتر، ويحثنا على اتخاذ إجراءات لحل المشكلة المطروحة. ولهذا السبب عندما نحاول الاسترخاء، ينتهي بنا الأمر إلى أن نكون أكثر توتراً من ذي قبل.
 
 
كيف ستتعامل معها: 
لقد أدرك أن أعراض القلق يمكن أن تكون مفيدة لأنها تنبهك إلى أن شيئاً ما يحتاج إلى التغيير. لذا حاول أن تكتب أعمق أفكارك ومشاعرك المتعلقة بالقلق. وابحث عن طرق بديلة لتقليل التوتر بخلاف ممارسة الرياضة أو كتابة اليوميات.
 
 
2. أنت تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون
يعمل بعض الأشخاص بجد لتحقيق أحلامهم، متبعين شغفهم لأنهم يريدون أن يتطوروا ويصبحوا أفضل. ومع ذلك، قد يفعل البعض ذلك سعياً للحصول على اعتراف من حولهم، سواء كانوا زملائهم أو أقاربهم.
 
 
ولكن عندما نتبع شغفا لأسباب خاطئة، فإن فرص الشعور بالتعب والإحباط والإرهاق في النهاية تزداد. ومن ثم يمكن أن يطغى التوتر على حياتك اليومية، مما يجعل الاسترخاء يبدو وكأنه مضيعة للوقت.
 
 
كيف ستتعامل معها: 
إذا كنت تندرج ضمن هذه الفئة، فقد تساعدك "استراحة ذهنية" قصيرة.
 
 
ليس من الضروري أن تكون فترة الاستراحة طويلة أو تتضمن بالضرورة أنشطة "للاسترخاء" يكفي أن تخصص بعض الوقت خلال اليوم لأشياء لا تتعلق بشغفك أو عملك أو حلمك حتى تعود إليه متجدداً.
 
 
3. لا يمكنك أن تقرر
في سعينا لاتخاذ القرار الأفضل، غالباً ما نستكشف جميع الخيارات الممكنة، وهو ما يمكن أن يحدث أيضاً عندما تحاول اختيار نشاط مريح. وربما تفكر أيضاً في خيارات أخرى حتى لو كنت قد استقريت على نشاط معين. لذلك بدلاً من الاسترخاء، قد تصبح أكثر توتراً.
 
 
كيف ستتعامل معها: 
حدد عدد القرارات التي يتعين عليك اتخاذها في اليوم الذي تريد فيه القيام بشيء يبعث على الاسترخاء أو خطط له مسبقاً حتى تتمكن من البدء فوراً دون تفكير.
 
 
وتذكر لماذا تحاول الاسترخاء. إن تحسين الصحة العقلية والرفاهية هو شاغلك الأساسي. كلما ذكّرت نفسك بهذا الأمر أكثر، أصبح من الأسهل عليك الاسترخاء.
 
 
مواقع

عدد القراءات: 626