شارك
|

المرونة العقلية... هذه هي الطريقة التي ستتحمل بها كل شيء

تاريخ النشر : 2024-07-08
كيف تتصرف عندما تواجه مواقف صعبة في حياتك؟ كيف تفسر وتتصور الحدث الصعب؟ توضح لنا الخبيرة ساندرا تسيلينجيريدو الطريق للحصول على المرونة العقلية لمواجهة صعوبات الحياة.
 
 
هل أصبحت متوتراً وغير منظم تماماً مما أدى إلى انهيار نفسي واختلال وظيفي، أم أنك وجدت طرقاً للتعامل مع الصعوبات! هل تساءلت يوماً لماذا يظهر بعض الأشخاص، عندما يواجهون ظروفاً خطيرة أو معاكسة، سلوكاً إشكالياً (مثل الرهاب ونوبات الهلع والأرق والانطواء والاكتئاب وما إلى ذلك)، مما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية، بينما يتأقلم الآخرون بشكل أكبر بسهولة وتكيف؟! أسئلة كثيرة تتعلق بالصلابة الذهنية تراودنا واليوم في هذا المقال سنشرح ما هي الصلابة الذهنية.
 
 
يشير مصطلح المرونة العقلية إلى قدرة الإنسان على التغلب على التحديات الصعبة والصدمات والتهديدات التي تنشأ في حياته. فأمثلة الضيق العاطفي التي نواجهها كثيرة وكل يوم، مثل جائحة فيروس كورونا، أو المرض الخطير أو الخسارة، أو الحوادث، أو الكوارث الطبيعية، أو الحروب أو الهجمات الإرهابية، أو البطالة، وما إلى ذلك.
 
 
إن الطريقة التي نفهم بها الشدائد تؤثر بشكل مباشر على شعورنا وردود أفعالنا، حيث أن معظم الناس لا يشعرون بالانزعاج الشديد من الحدث نفسه، ولكن من إدراكهم له.
 
إن الذكاء والموهبة عوامل مهمة في الحياة ولكنها ليست كافية في مواقف معينة. حيث تلعب المرونة النفسية الدور الأهم في القدرة على التكيف بشكل إيجابي مع الشدائد والظروف الصعبة.
 
 
رد فعلنا الخاص على الصعوبات
تعتمد المرونة في المقام الأول على العلاقات الشخصية القوية مع الآخرين المهمين الذين هم الآباء أولاً، ثم المعلمون والأصدقاء، ولها جذورها في مزاج كل شخص، وفي فيزيولوجيا التكيف وفي تجارب الشخص منذ طفولته، والتي إذا تم إزعاجها بشكل متكرر، ينظر إليها الجسم على أنها تهديد خطير وينشط التوتر. بمعنى آخر، هناك عوامل داخلية وخارجية تساهم في رد فعلنا تجاه التوتر. أما الداخلية هي العوامل البيولوجية مثل الوراثة والجينات، في حين أن الخارجية هي العوامل البيئية مثل البيئة الأسرية والمدرسة والمجتمع بشكل عام.
 
 
في البداية يأتي التوتر لحماية الإنسان من التهديد في حال تعرضه لخطر ما، إلا أن تفعيل التوتر لفترة طويلة، أي عندما يتعرض الإنسان في كثير من الأحيان للشدائد والمواقف الصعبة، له تأثير سلبي على القلب والأوعية الدموية والعصبية لدى الإنسان. والنظام وكذلك وظيفة المناعة، مما ينتج عنه زيادة مخاطر الاضطرابات في السلوك والحالة العاطفية والصحة العقلية والجسدية.
 
 
تتطلب المرونة علاقات داعمة يتم تعزيزها وبنائها منذ الطفولة والمراهقة وحتى مرحلة البلوغ. وبالتالي، من أجل تنمية صحية، فإن التفاعل بين الطفل والبيئة يخلق القدرة على مواجهة الشدائد والتغلب على التهديدات، وليست الخصائص الفردية وحدها، ولا البيئة الاجتماعية هي التي يمكن أن تنتج نتائج إيجابية، ولكن مزيج من كل هذه العوامل.
 
 
نمو الطفل ميزان ذو وجهين
على جانب واحد تتراكم كل التجارب السلبية مثل التعرض للعنف والفقر وسوء المعاملة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ضغوط سامة ومعتقدات سلبية عن الذات والحياة، بينما على الجانب الآخر يتم وضع جميع التأثيرات الإيجابية التي تساهم في الصورة التي لدينا. لأنفسنا وللآخرين ونساعد على احترام الذات.
 
 
إن العوامل الإيجابية التي تساعد الطفل على التعامل مع الشدائد الكبيرة يتم بناؤها من خلال العلاقات الأسرية والأقران والبالغين وتحسين المرونة. وعندما تغيب هذه العوامل الإيجابية أو تتعطل أو تضعف فإنها لا تستطيع تعويض الآثار السلبية الناجمة عن المحن الحياتية الكبيرة، مما يؤدي إلى انخفاض فرص الحياة الصحية ويترجم ذلك إلى الانحراف والتنمر والغضب والإدمان والشعور بالوحدة والعزلة وعلاقات الفراغ العاطفي التي تؤدي إلى الانحراف والتنمر والغضب والإدمان والشعور بالوحدة والعزلة والفراغ العاطفي في العلاقات وتدني احترام الذات والشك وانعدام الأمن.
 
 
ولهذا السبب من المهم أن يكون الآباء متواجدين باستمرار لمساعدة الأطفال على خلق شعور بأنهم قادرون على التغلب على الصعوبات حتى يتمكنوا من إدارة سلوكهم وعواطفهم ومن ثم يكونون قادرين على التكيف بفعالية مع الظروف الصعبة من تلقاء أنفسهم.
 
 
المرونة والقدرة على التكيف والتطور سر المرونة العقلية
وأخيراً، تذكر أن المرونة العقلية ليست ثابتة وتتطور باستمرار.
 
 
حيث يمكنك بناء مرونتك العقلية بدءاُ من اليوم من خلال قضاء الوقت وبناء علاقة جيدة مع نفسك. وهذا يعني عملياً الاهتمام والقبول بدلاً من الصرامة والنقد. ويتطلب الأمر معالجة مستمرة للتعرف ليس فقط على المشاعر الإيجابية ولكن أيضاً المشاعر السلبية داخل نفسك، ووجود هدف أو معنى في الحياة غير واضح بذاته، واكتشاف الفوائد والإيجابيات في مواجهة الصعوبات وإنشاء علاقات قوية وبناءة مع الآخرين. 

عدد القراءات: 786

اخر الأخبار