الملازم أول الدكتورة وحيدة العظمة، أمضت دراستها على مقاعد مدرسة مختلطة في كافة المراحل التعليمية، وتخرجت منها حاملة الشهادة الثانوية السورية والفرنسية.
آثرت اختيار مدرسة الطب، حيث سبقتها إليها عدة من بنات جيلها إلا أنها تعتقد بأنها الأولى في ممارسة مهنة الطب ميدانياً، ولكن الجامعة السورية كانت ترحب بكل من أراد ارتيادها من العرب والأجانب، وبالرغم من ذلك كان عدد الطلاب محدوداً لا يتجاوز السبعين طالباً، وكانت هي الطالبة السورية الوحيدة.
واستغرقت دراسة الطب سبع سنوات في مرحلتيه الأولى النظرية، والثانية السريرية، وكانت قاعات التدريس تقع في التكية السليمانية، قريباً من بناء خصص بعض أقسامه لاستضافة الجثث الضرورية لدراسة علم التشريح، وكانت حصص الدروس السريرية أكثر إثارة، لما فيها من معرفة وخبرة.
تخرجت من كلية الطب في دمشق عام 1949، وكانت قد ترددت خلال الحرب مع العدو الإسرائيلي عام 1948 على مستشفى المزة العسكري لمعالجة الجرحى الوافدين إليه وتصادف وجودها مع إعلان قيادة الجيش العربي السوري عن مسابقة لقبول أطباء عسكريين، فتقدمت لهذه المسابقة وعينت بوظيفة طبيبة برتبة ملازم أول في الجيش العربي السوري.
أوفدت من قبل قيادة الجيش إلى فرنسا للتخصص في طب الأطفال إلا أنها لم تكن طبيبة عادية بل كانت طالبة استثنائية طموحة.
حصلت الدكتورة على شهادة اختصاص في طب الأطفال من جامعة باريس وعملت بعد عودتها من فرنسا في مستوصفات وزارة الدفاع السورية، كرئيسة أطباء وطبيبة أطفال. وأسهمت في تأسيس جمعية أطباء الأطفال السورية.
كما ساهمت العظمة بتأسيس جمعية تنظيم الأسرة التي أعلن عنها عام 1974و شغلت عضويتها كمتطوعة لمدة تقارب الخمس والعشرين عاماً وتم انتخابها عضواً في اللجنة التنفيذية لإقليم العالم العربي في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، وقامت بترجمة بعض الكتب التثقيفية من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية.
وكرمت من قبل السيدة الأولى عام 2003