(عصام)، بهذا الاسم المجرد، كما يحب أن يناديه الجميع، يخرج عصام إلى شوارع مدينته طرطوس على دراجته بين فترة وأخرى، راكباً دراجته ويتجه إلى الكورنيش، يحمل على الدراجة سلة مهملات صغيرة وعصا خاصة لالتقاط الأوساخ، ويبدأ بجمع المهملات من شوارع مدينته.

بدأ عصام بهذه الحملة الفردية منذ سنوات، وما لبث أن تشجع العديد من الفتيات والشبان لهذا السلوك، حتى أصبح عصام مثالاً لهم وواحداً من أشهر الشخصيات في طرطوس، ووصل عدد المتطوعين لهذه الحملة 16 شاب وفتاة، يخرجون بأوقات متباعدة لتنظيف المدينة، ومع ذلك يحرص عصام وزملاؤه على بقاء هذا التصرف فردياً دون تحويله إلى حملة منظمة، أو برعاية جهة ما، وذلك من أجل تشجيع كل المواطنين على التصرفات الإيجابية بوازع شخصي.

عادة ما يزين عصام دراجته بلافتة عليها جملة ذات مغزى إنساني ووطني وإيجابي، وقد اختار هذا العام جملة "ألا يستحق الوطن أن ننحني له قليلاً" مع صورة لطفل ينحني نحو الأرض وبيده مكنسة صغيرة يلم بها المهملات، وقد كان قد كتب في وقت سابق على لافتة دراجته "القلاع تبنى من الداخل".