شارك
|

كرنفال شعبي بلهجات الأرض السورية العتيقة في دار الأوبرا بدمشق

تاريخ النشر : 2015-08-01

شهد مسرح الدراما في دار الأوبرا في مهرجان قوس قزح سورية للفنون الشعبية خمسة أيام من الموسيقى والغناء والرقص حيث ضمت هذه الفعالية اللافتة عشرات العازفين والقوالين ومؤديي الدبكات والرقصات الشعبية التي امتزجت فيها ألوان الفلكلور على امتداد الجغرافيا الوطنية لتشترك في هذا المهرجان أعرق الفرق الفنية التي قدمت لوحة واسعة من تراث المنطقة.

 

المهرجان في دورته الأولى احتفى بطقوس الفلاح السوري وطريقته في التعبير عن فرحه بغلال الأرض والطقوس والشعائر والأعراس ومواسم القطاف والحصاد إذ جمع قوس قزح سورية هذه المرة أنساقاً ثقافية راكمتها هذه الفرق من التراث العربي والأرمني والشركسي والكردي والآشوري والسرياني والآرامي ليكون الجمهور على موعد مع خلاصة الفن الشعبي الذي قدمته الجزيرة السورية جنباً إلى جنب مع التراث الساحلي والدمشقي والجنوبي إضافةً لتراث البادية الشامية وما تزخر به مدن مثل حلب وحمص والرقة ودير الزور.

 

اليوم الأول من المهرجان المذكور كان حافلاً بكل أطياف الغناء الفلكلوري وبينت الفرق المشاركة في المهرجان الغنى الحضاري من خلال الرقصات والأغنيات والأهازيج الشعبية فمراوحة راقصي الدبكة الدبيكة تختلف بين منطقةٍ وأخرى.

 

وعبرت الفرق المشاركة عن جمالية رقصات الدبكة السورية كرقص مشترك بين جمهور يقوم بتمثيله مجاميع الشبان والشابات أيام الأعراس والمواسم ويشترك فيه من يشاء ممن يحسن القيام بحركاته وسكناته وله إلمام بجميع أنواعه وإيقاعاته وأشعاره المقفاة من عتابا وميجانا وفروقات الزلوف والمعنا إضافةً للرقصات الكردية والسريانية والآشورية والآرامية والشركسية وغيرها كونها نشأت على خط الحصاد الممتد من جنوب سورية الطبيعية حتى جبال آرارات ومن الجزيرة السورية إلى جبال الساحل السوري وتختلف من مكان لآخر في سورية.

 

كما بين المهرجان غزارة أنواع التعبير الجسدي الإيمائي من خلال الرقص الشعبي الفطري الذي انتشر على شتى بقاع الأرض السورية كمدعاةً للفخار بالنسب والشباب ليبدو التفنن الحركي هنا عبر براعة الفرق المشاركة في الرقص كطقس جماعي ودي معتمدين في ذلك على الدبكة كنوع من الرياضة البدنية تارةً لمباراة الأدباء والقوالين الشعبيين وتارةً للتلذذ بأقوالهم ومأثوراتهم فيما تتخذ النساء من رقص الدبكة في البيئات السورية مناخاً للرقص والغناء والطرب.

 

ورافقت رقصات الدبكة في هذا المهرجان أنواع عديدة من الغناء اختلف في إيقاعه وسرعته حسب برامج الفرق التي قدمت خلاصات حركية وصوتية وعزفية فيما تألقت فرق أخرى في أداء بعض الدبكات دون غناء لخفتها ورشاقتها ورزانتها ووقارها كدبكات الدلعونا واللا اللا والمعنى ويالأسمر اللون والهولية.

 

الرقصات التعبيرية كانت حاضرة في المهرجان أيضا عبر مجموعة من الخطوات والحركات المتسلسلة مع ضربات أقدام منظمة شارك فيها الراقصون العرب والأرمن والشركس والسريان والكرد للتعبير عن عفوية المزاج الشعبي السوري المترافقة مع نقرات الطبل والبنجير والرزنة والبزق والطنبور في إشارة على قدرة الإنسان السوري على إبداع ثقافة الحياة في وجه الغزاة والهجمات الهمجية الظلامية والانتصار عليها بالفن والفكر وثقافة المحبة والانفتاح على الآخر واستيعاب مخزونه الحضاري وإعادة إنتاجه من جديد وفق صيغة وطنية جامعة.
 


عدد القراءات: 10816