شارك
|

قرية البيضا...تحوي مغارة تختزن بين طبقاتها كنزاً نادراً لـ عظام متحجرة

تاريخ النشر : 2020-06-29

تقع قرية البيضا في منطقة مصياف في ريف حماه الغربي على بعد 2 كم عن مدينة مصياف و50 كم عن مدينة حماه وهي أقرب قرية لمدينة مصياف.. كما تبعد عن مدينة دمشق حوالي 210 كم و عن حمص حوالي 47 كم و 95 كم عن اللاذقية و موقعها على السفح الشرقي لسلسلة جبال اللاذقية الساحلية

وعدد سكان القرية 900 نسمةالا أن هذا العدد يتضاعف في الصيف بشكل ملحوظ قد يصل الى 5000 نسمة بسبب إقبال الناس على تمضية الصيف فيها لما تمتاز به من مقومات سياحية ويذكر أن قلة عدد السكان كانت عامل جذب لكثيرين كونها مازالت بعيدة عن ضجيج المدينة وصخبها.

تتمتع القرية بمقومات سياحية متنوعة من الشلالات التي تتساقط من ينابيع المياه المنتشرة بالجبال المحيطة بها إلى الطبيعة الجميلة والغابات الساحرة التي تغري الزوار بالتجوال فيها وأشهرها غابة العسيري التي تحتوي ألوانا من أشجار معمرة من الصنوبر والسرو والسنديان والبلوط إضافة الى وجود حيوانات برية متنوعة كما تنتشر في القرية الأحجار الكلسية البيضاء المميزة والتي استمدت منها القرية اسمها.

                       

سميت القرية بالبيضا بالألف الطويلة وليس بالتاء المربوطة نتيجة للون الأحجار التي بنيت بها القرية والتي تحتوي نسبة عالية من الكلس.

يبدو أن منطقة البيضا وما حولها سكنت منذ القدم ودليل ذلك وجود مقابر قديمة جداً من مناطق قريبة من القرية ، وهذا يبينه تنوع الحقب الزمنية التي بنيت فيها المعالم الأثرية.

 

ولا تزال الأجيال تتناقل معلومة أن الطريق الذي شقته القديسة هيلانة  لدى عودتها إلى روما حاملة صليب السيد المسيح يمر من غربي القرية  .

أما الدلائل الأثرية في القرية فهي:

1- الموينقة: تقع شرق القرية تدل الآثارات الباقية على أثار قرية مسيحية بائدة.

2- عين خريبة الواقعة شرق القرية وهي عين ماء متهدمة استخدمت أحجارها في بناء بيوت القرية .

3- الناغوص : في قلب جبل البيضا وهي شبه غرفة أو مغارة صغيرة حفرت في الصخر.

تتمتع القرية بوجود شلالات ساحرة الوصف مع الطبيعة الخضراء وكأنه منسوج من وحي الخيال.

إن أهم ما يميز الشلالات والينابيع في قرية البيضا برودة مائها وعذوبتها بالإضافة إلى مناخها الساحر والذي أضفى على المكان سحر من نوع آخر حيث يعتدل صيفا.بسبب موقعها المطل على السهول والمتوضع بين الجبال.

 

                           

 يوجد فيها مغارة تسمى بالبيضا (الكارستيه)نسبة لهذه القرية الموجودة فيها تختزن المغارة بين طبقاتها الموغلة في القدم كنزاً نادراً من عظام متحجرة تعود لملايين السنين.

فقد أدهشت علماء الآثار بمجموعة نادرة من المستحاثات البشرية المتحجرة ليس لها مثيل في منطقة الشرق الأوسط والعالم،والتي تعتبر خير دليل على أن الإنسان قطن هذه المنطقة , وهذه المستحاثات تستحق الكشف عن أسرارها للعالم.‏وهذه المستحاثات عبارة عن عظام وأفخاذ بشرية ضخمة جداً، ويزيد طول بعضها على 60 سم، وقد التحمت هذه العظام بالصخر وتشكلت عليها طبقة صخرية تحوي المستحاثات وهي بسماكة 2 سم وهذا يدل أن الزمن الذي استغرقته هذه العظام الضخمة للالتحام بالصخر استغرق ملايين السنين، من جهة أخرى؛ إن كبر أحجام هذه العظام خير دليل على أن الإنسان النياندرتالي قَطَن هذه المنطقة منذ فجر التاريخ..


تؤلف المغارة شكلاً من أشكال التضاريس الكارستية الضمنية تحت سطح الأرض، إضافة إلى أنها خالية من الماء ومملوءة بالهواء والغازات .

                            
وتنفرد مغارة البيضا وتتميز بالستائر والسجوف (ستار صفير)الصخرية التي تغطي معظم الجدران الداخلية على شكل تعرجات رقيقة من طبقات صخرية تطلب تشكلها ملايين السنين، وهي نشأت من مادتي الكالست والأرغوانيت شديدتي اللمعان والمتميزتين بألوان الطيف البراقة من أحمر وأبيض كريستالي وأزرق ووردي وغيرها.

 


عدد القراءات: 13783