من الآثار التي تتميز بها مدينة تدمرمعبد بل الذي تعكس زخارفه الشرقية والغربية عظمته كأحد أهم أوابد الشرق القديم، ويعود بناؤه للقرن الأول الميلادي وشيد المعبد فوق تل ركامي لأنقاض معبد يعود للعهد الهلنستي
في جوف التل وكان المعبد مكرساً للإله «بل» ومقراً لمجمع الأرباب التدمريين حيث كان يمنع دخول الحرم لغير الكهنة.
على قاعدة تمثال شمش بن تيبول بن شكيبل من بني كمرت الموجود في متحف تدمر، والذي كان تقدمة من أولاده لهيكل الأرباب بل ويرحبول وعجلبول. توجد كتابة تؤرخ تأسيس المعبد في اليوم السادس من نيسان عام 343 سلوقي ،أي عام 32م ويتألف المعبد من ساحة وهيكل، تُحيط به جدران خرّبتها الزلازل في بعض المواقع وأُعيد بناؤها بسرعة وبشكل عشوائيٍ، يحيط بها رواق أعمدته كورنثية، وأسقفها كانت خشبية عليها نقوش دينية ونباتية، الرواق الغربي الذي بُني في منتصف القرن الثاني أعلى من الأروقة الثلاثة الأخرى التي من القرن الأول الميلادي، أي بين 80 و120م، وفيه صف واحد من الأعمدة بينما الثلاثة الأخرى فيها صفان وتيجان الأعمدة كورنثية، كانت لها رفوف تُوضع عليها تماثيل الشخصيات المهمة.
في الزاوية الشمالية للرواق الغربي يوجد درج لولبي يؤدي إلى السطح، كان للمدخل ثلاثة أبواب درفاتها من البرونز المذهب، عرضه 35م وعلى جانبيه برجان، وكان له درج فخم، وأمام المدخل بهو فيه ثمانية أعمدة مع قوس مركزي كبير، وقد أُزيل كل هذا حينما رُمم المعبد في القرن 12م في عهد السلطان صلاح الدين، كما بُني أمام المدخل حائط لتحصينه، ورُممت الزوايا والجدران، واستُخدمت الأحجار التي تساقطت من المعبد القديم بسبب زلازل القرن 10م التي دمرت تدمر، وبذلك جعل صلاح الدين من المعبد قلعة، يلجأ إليها السكان ليحتموا من الصليبيين.
وتوجد كتلة حجرية داخل المعبد نُقش على وجه منها موكب ديني تتقدمه وتتبعه مجموعة من النساء وجمل يحمل تمثال الإله بل، وسار الحجّاج أمامه مع أضاحيهم، وعلى الوجه الخلفي للكتلة تتمة الموكب وهو من حجّاج يحملون البخور، وهذه النقوش تعطي فكرة عن الطقوس التي كان الحجّاج يقومون بها في ذلك المعبد.