شارك
|

قلعة المضيق.. حكاية نيا وبارنكا وبيلا وأفاميا

تاريخ النشر : 2015-09-28

تقع قلعة المضيق على بعد خمسين كيلومتراً تقريباً شمال غربي مدينة حماة، وتقوم على هضبة صخرية ترتفع قليلاً عن الهضبة الشرقية من وادي الغاب؛ والتي تقع عليها مدينة أفاميا.

ويرتبط تاريخ القلعة مع تاريخ المدينة ارتباطاً وثيقاً. فقد أقام سكان أفاميا حتى القرن الثالث عشر الميلادي داخل الأسوار، بعد ذلك استقروا في قلعتها «المضيق» والتي ترجع تحصينات القرون الوسطى فيها إلى القرن الثالث عشر.
 

تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم «نيا» في رسائل تل العمارنة، ثم «بارنكا» حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م سميت باسم «بيلاّ».
 

قلعة المضيق هي تسمية أصلها يعود لوجود حصن روماني، تم تجديده عندما حررها أبو عبيدة بن الجراح من الروم ، والى الشرق منه تقع مدينة أفاميا الأثرية التي تعود للعهد الروماني وقد بناها سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المكدوني، وسماها باسم زوجته الفارسية الأصل أبامي (افاميا).
 

مؤسسها الحقيقي سلوقوس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان 64م، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638م. ثم قام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، وفقدت أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعاً استراتيجياً للاستيطان البشري.
 

بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف هذه التنقيبات.

وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته.


عدد القراءات: 13297

اخر الأخبار