شارك
|

مملكة إيبلا‬

تاريخ النشر : 2015-11-08

مملكة عريقة وقوية ازدهرت في شمال غرب سورية منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. امتد نفوذها من الأناضول شمالا" إلى شبه جزيرة سيناء جنوبا" ومن وادي الفرات شرقا" إلى ساحل المتوسط غربا".


ورد ذكر إيبلا أول مرة في وثائق تعود إلى عصر شروكين الأكدي / سرجون الأول / سرجون الأكادي، مؤسس الإمبراطورية الأكادية (2340 - 2284 ق.م)، ويُفهم من أحد النصوص أن الإله داجون/دجن أعطى شروكين المنطقة الممتدة من مدينة ماري على ضفاف الفرات حتى جبال الأمانوس على ساحل البحر الأعلى "الأبيض المتوسط".


النصوص المكتشفة في إيبلا دلت على قيام هذه المملكة القوية قبل الإمبراطورية الأكدية (التي تعد أقدم امبراطوريات المنطقة) بأكثر من مئة عام.


قسمت إيبلا إداريًا إلى قسمين يضمّان أحياء المدينة الأربعة،وقد حملت بوابات هذه الأحياء أسماء آلهتهم..
- بوابة راساب أو رشف Rasap - وهو إله الطاعون والعالم السفلي.
- بوابة شيبيش Shipish - وهو إله الشمس المعروف في تقاليد الهلال الخصيب.
- بوابة دجن Dagan - وهو الإله «سيد البلاد» أو «سيد كنعان» وهو أحد الآلهة الرئيسة لمملكة إيبلا أو لبلاد كنعان. ومن الصفات التي كانت تطلق على دجن باللغة الإبلوية: طيلوماتيم Ti - Luma - tim وتعني الطل أو ندى الأرض. وهذا ما يدعم القول بان اسم دجن يعني الغيم أو المطر ويؤيد ذلك أن كلمة دجن بالعربية مرادفة لكلمة مطر.
- بوابة بعل Baal - بعلتو Belatu بمعنى «سيدة». وهي رفيقة دجن.


يخمّن عدد سكان إيبلا اعتمادًا على أحد النصوص الاقتصادية الذي يذكر حصصًا من الشعير مخصصة ل- 260 ألف شخص. ولايذكر هذا النص صراحة أن هذه الحصص تشمل كل سكان إبلا، ولكن يمكن الاعتقاد أن إبلا كانت تعد 260 ألف ساكن على الأقل، منهم نحو أربعين ألفًا في مدينة إبلا نفسها والباقي في المدن والقرى المحيطة بها والتي كانت تؤلف إبلا الكبرى.


وتطلق الوثائق على سكان إبلا اسم «أبناء إبلا» وكان هؤلاء أحرارًا يتمتعون بكل الحقوق والامتيازات، ويقسمون إلى فئات تضم: موظفي الدولة، والتجار ورجال الأعمال، والحرفيين، والفلاحين، والعمال اليدويين. وقد استخدمت عدة مفردات للدلالة على التجار، ويبدو أنه كان هناك تجار كبار وتجار صغار، وتجار يعملون في خدمة الدولة وآخرون يعملون لحسابهم الخاص. أما الحرفيون فكانوا يؤلفون مجموعة كبيرة من المواطنين، ولكن من غير المعروف حتى الآن أكانوا منظمين في طوائف حرفية أم لا؟ وكان من بين هؤلاء صانع الفخار والنجار والنحات وصانع التماثيل وعامل النسيج وغيرهم.


كما كان فلاحو إيبلا يقيمون في القرى المحيطة بإبلا يمارسون الزراعة وتربية الحيوان.


وضمت إيبلا بالإضافة إلى الإبلويين مجموعة من السكان تسميها النصوص Bar - An Bar - An وتعني الغرباء والأجانب. ويأتي في رأس هؤلاء المحاربون الذين جاؤوا إلى إبلا من مدن مختلفة، ولاتوجد حتى الآن معلومات عن وضعهم القانوني في إبلا، والغالب أنهم كانوا يتمتعون بامتيازات ذات شأن، وكان إلى جانب المرتزقة هؤلاء أسرى الحروب والعبيد، وكان يؤم إبلا كذلك الكثير من التجار والكتاب والعلماء والمغنين والكهنة.


و كما أن المؤرخ فايز قوصرة و الذي له اهتمام ملحوظ في الآثار أجاب عندما سؤل عن عائلة دشلي: " جواباً لمن سألنى عن( الأميرة داشلي) والتي اسمها مازال محفوظاً في اسم عائلة دشلي بادلب أفيده بالقول : كثير من عائلاتنا تم اكتشاف اسمها في الوثائق القديمة، مع إننا اليوم لا ندري مصدرها، بل نفسرها بمصدر اللغة العربية، مع إنها قبل ظهور اللغة العربية ، فعلينا الرجوع إلى المصدر الأصلي. النص مصدره من إبلا للدكتورة ماريا جيوفانا بيغا عضو الهيئة الدولية لدراسة أرشيف إبلا في جامعة روما تقول((فالسيدة دامور داشلي هي كنة الملك وابنة المدعو(ريتي) الذي يشغل وظيفة ناظر القصر، ولعل هذه الكنة هي نفسها التي قدم الملك الأضاحي للآلهة بمناسبة ولادتها)) وهناك الكثير من الشواهد


عدد القراءات: 12798

اخر الأخبار