شارك
|

زيارة دمشق لا تكتمل إلا بزيارة أشهر الأسواق التراثية في الشرق .. سوق الحميدية

تاريخ النشر : 2015-12-03

تعود تسمية سوق الحميدية، القابع في قلب دمشق، إلى السلطانين العثمانيين عبد الحميد الأول والثاني ، يشق السوق طريقه عبر دمشق القديمة حتى ينتهي بالجامع الأموي، بطول 600 متراً، وبعرض 15 متراً، تميزه القناطر المعلّقة، ويصطف على جانبيه عدد من الأعمدة الأثرية، أرضيته مبلطة بالبازلت الأسود، وسقفه مغطى بألواح معدنية مقوسة من التوتياء والحديد، فيها ثقوب تنفذ منها أشعة الشمس، لتبدو خيوطاً ذهبية تنساب برفق ؛ والتي نتجت عن إطلاق الرصاص من الدمشقيين في الأفراح بعراضاتهم الشامية مانحة الدفء في شتاء فقد حلت هذه الألواح محل الخشب تفادياً للحرائق التي كانت تنال منه.

 

ويعد سوق الحميدية مدينة تجارية صناعية مصغرة في قلب دمشق، وبأنه سيد الأسواق وأعرقها وأكثرها روعة، إذ يعد عصب الحياة الأساسي للمدينة القديمة، ويتفرع منه عدد من الأسواق المتخصصة بمواد معينة كالموزاييك والأغباني والدامسكو والتحف التراثية والمصنوعات الشرقية والنحاسيات والأرابيسك، وفيه المحلات التي تبيع الملابس بكل أنواعها الحريرية والقطنية، وللصناعات التقليدية القديمة المختلفة مكانة بارزة فيه؛ فهي ما زالت تحتفظ بالطريقة اليدوية في الصنع، وتنتشر المحلات التي تبيع بضائع متنوعة من أحذية وأدوات الزينة ومنسوجات ومطرزات وسجاد.


من مدخله الرئيسي عند تقاطع شارع النصر و شارع الثورة ومع امتداده باتجاه ( باب الجابية ) ، هناك عقدة تسمى ( الدرويشية ) نسبة الى أحد الولاة العثمانيين آنذاك ( درويش أفندي ) الذي بنى جامعاً ومدرسة في هذه النقطة الهامة من دمشق.

 

ويمتد سوق الحميدية وصولاً الى أحد فروعها المسمى ( المسكية ) وهو سوق للكتب والقرطاسية ، حتى يصل الى أعمدة ( جوبيتير ) وهي بقايا لمعبد وثني بني أيام الإغريق لم يبق منه سوى أعمدته الرخامية المرمرية الجميلة والمزينة بكؤوس مزخرفة من الرخام ، والذي يتصل بساحة يُعتقد أِنها كانت فناء للمعبد المذكور ، ليجد الزائر نفسه أمام البوابة الرئيسية للجامع الأموي الكبير ، ويحيط بالسوق عدد من الأعمدة الأثرية والتاريخية ، فعلى يمينها تقع قلعة دمشق الشهيرة التي يتقدمها تمثال البطل العربي التاريخي صلاح الدين الأيوبي وضريحه الذي يقع بين السوق وبين حي العمارة التاريخي ، وقبل أن يصل زائر سوق الحميدية الى أعمدة جوبيتير ينحرف ، إذ ينظر يساراً ليجد صرحاً ثقافياً كبيراً لايزال شاهداً على كون دمشق الشام حاضرة أساسية من حواضر الثقافة والعلم والمعرفة ، إلا وهو (المكتبة الظاهرية) نسبة للظاهر بيبرس إبان فترة حكمه لدمشق .
 


عدد القراءات: 17258

اخر الأخبار