شارك
|

الميدان.. أهل الجود والنخوة والشجاعة

تاريخ النشر : 2015-12-16

حي الميدان واحد من الأحياء القديمة والعريقة بدمشق، واكب في تاريخه الطويل جميع العصور التاريخية التي مرت بها مدينة دمشق، وتركت به تلك العصور كمّاً هائلاً من معالم الحضارة وتراث الأجداد ورونق الماضي، تأسس حي "الميدان" خلال العصر المملوكي منذ حوالي أربعمائة عام وفي عهد العثمانيين أخذ شكله النهائي - الحالي، وقد تكّون كحاجة ونتيجة للتعامل التجاري والاقتصادي بين أهل "حوران" و"دمشق" القديمة، ومن أهم معالمه "جامع التينبية" و"جامع منجك"، ويعتبر البوابة الجنوبية لدمشق.


وسميت المنطقة بالميدان لأنها كانت ميداناً رحباً واسعاً، تُقام فيه سباقات الخيل وجميع ضروب الفروسية من مبارزة ورماية ومصارعة. و لم يكن مقتصراً على هذه السباقات، بل كان ينزل به ويخيّم كلّ من تضيق المدينة عن إيوائه من الناس، كمواكب الأمراء والوفود والجيوش والقوافل.


كانت حماية حي الميدان موكلة إلى جماعة من شبّان الحي عُرفوا بلقب "الأحداث"، أي الفتيان، وكانوا النواة الحقيقية للمقاومة الشعبية ضد الغزاة الصليبيين والتتار، اتصفوا بالجرأة والصلابة وسرعة الحركة والمناورة، وكانت لهم تنظيمات شبه صوفية تقوم على مبدأ "الفتوة" بما تحمله من معاني النجدة والفداء والإستماتة في الدفاع عن الوطن والعرض وصدق الكلمة والوفاء بالوعد. وعرفوا باسم "القبضايات والزكرتيّة" وهذه التسميات شاعت في العهد العثماني.


اشتهر حي الميدان بالعلماء ورجال الدين والفقهاء عرف من أهل الميدان العلماءالأفاضل : المجاهد الشيخ محمد الأشمر الذي نفته القوات الفرنسية خارج دمشق وغيرهم .


وعرف أيضاً حي الميدان بمطبخه العريق والكبير، حيث تكثر اليوم محلات الطبخ والحلويات والمطاعم وخاصة في شارع الجزماتية المسمى بشارع (المطبخ الشامي)، ويزدحم هذا الشارع في المناسبات الاجتماعية كشهر رمضان وأيام العيد، حيث يقدّم الأطعمة من كافّة الأنواع والألوان الشرقية والغربية كالشاورما والكبب والفول والحمص، بالإضافة إلى أصناف الحلويات الشاميّة اللذيذة الشهيرة، كالكنافة والمغشوشة والنمّورة والقطايف والمبرومة والآسيّة والبرازق والغرَيبة وعش البلبل والوربات.


عدد القراءات: 11896