مهنة الحياكة على النول مهنة سورية قديمة جداً، ويقول بعض المؤرخين أن الدمشقيين هم أول من صنع النول وبدأ بالحياكة عليه قبل خمسة آلاف سنة ومنهم انتقل إلى الفراعنة، ومازال بعض المحافظين على التراث حتى اليوم يملكون معامل لإنتاج أعمال الحياكة على النول اليدوي، وما زال النول يصنع كاملاً في سورية، رغم أن الصيانة تتطلب أحيانا التعامل مع جهات متخصصة في هذه الصناعة خارج البلاد كتركيا وإيران وأمريكا.

يتألف النول من كثير من القطع الأساسية أهمها "الدفة" وهو خشبة ثقيلة متحركة يُدق بها القماش بعد كل مرة يضاف فيها خيط من الخيوط المنسوجة بالعرض، و"النير" عبارة عن قطعتين خشبيتين يصل بينهما صف من الخيوط تمر به خطوط السدود، و"الرمح" عبارة عن قطعتين خشبيتين يصل بينهما صف من الخيوط تمر به خطوط السدود، و"المكوك" هي خشبة مستديرة مفروزة من الوسط وقد صفّت في الفرزة أخشاباً صغيرة، وهي القطعة التي اكتسبت المثل الشائع (رايح جاية متل مكوك الحايك) بسبب أنها القطعة التي تضم الخيوط الفاصلة ويرميها الحائك من الجهة اليمين لتصل إلى الجهة اليسار، ويعاود رميها من اليسار إلى اليمين بعد ضم النسيج بالمشط، ثم قطعة "المرد" الذي يرد الغزل نحو الأعلى، وبكرات الدحرجة للخيوط، و"الزيار" غالباً ما يكون عظمة ماعز وقد وضعت إلى يمين الحائك وشماله لشد السيفين والرمح، ويستخدم في نول الحياكة اليدوي خيوط من القطن الطبيعي (100%) كي تحافظ على أصالة ومصداقية المهنة.

أما مراحل صنع القطعة الواحدة في النول فتبدأ بجلب الغزل المنتج من القطن الطبيعي حصراً، ثم يؤخذ إلى "الصباغ" الذي يصبغه حسب اللون الذي يطلبه الزبون مهما كان، ثم يجفف الغزل ويرسل إلى "المسدي" وهو شخص يقوم بجعل الغزل على شكل خيوط طويلة (320م) ويلفها على شكل كرات، وبعدها يأتي "الملقي" وهو شخص يقوم بشد الخيوط الرفيعة على "النير" و"المشط" وتتطلب مهارة شديدة، وعندها يأتي دور "الحايك" حيث ينزل ضمن حفرة مجهزة لجلوسه أمام النول ويبدأ بالعمل والشد وإعطاء رسومات وزركشات على القماش كي تزداد جماليته وهذا أمر عائد للحايك حسب الطلب، والتكلفة تختلف بحسب الإبداع بكل قطعة، من ناحية اللون والزخارف.

وتهتم معامل الحياكة المحترفة بتخصيص مهمة لكل نول، فهناك نول للمناشف، ونول للمناديل، ونول للستائر، ونول للبرانس، وهذا أمر يفرضه حجم كل قطعة.