شارك
|

صناعة السروج ....عراقة وأصالة

تاريخ النشر : 2015-05-11

سوق السروجية من أسواق دمشق القديمة التراثية، ويعتقد أنها تأسست في العصر الايوبي حيث يزيد عمره عن سبعمئة عام، وقد شهد نشاطاً كبيراً أيام الحكم العثماني حيث كان الجنود الأتراك يقصدونه لشراء حاجياتهم، وأصبح السوق إسطبلاً أيام الانتداب الفرنسي، ويدعى سوق السروجية لأن السوق بأكمله كان يعمل بمهنة سروج الخيل.

 

حسام عكاش أحد صانعي السروج في السوق العتيق يقول عن السرج الذي يعتبر القطعة الأهم بالنسبة للخيّال وهي وجهة نظر تدعمها تسمية السوق بسوق "السروجية"، "مهمة السرج على ظهر تكمن في تأمين راحة الجلوس للفارس، وألا يشكل وزناً إضافياً كبيراً بالنسبة للخيل، وغالباً يأتي شكله في المرتبة الثالثة من ناحية الأهمية، يوجد منه ما هو مصنوع من الجلد الطبيعي المشغول بالماكينة أو الإبرة، وهو نوع خاص بالسباقات حصراً ويطلق عليه "السرج الافرنجي"، أما ما يسمى "السرج العربي" فيكون للمباهاة والافتخار بحسن صنعة السرج وجمال الخيل، ويصنع يدوياً من الجلد أو القماش "قماش السدو"، ومن "السدو" أيضاً يصنع "الخرج" ويوضع على ظهر الفرس لغاية نقل الأغراض والبضائع، وهو غالباً لوضع الطعام فيه أثناء التنقل والعمل".

 

أما عن الرشمة التي توضع برأس الفرس قال "الرشمة توضع برأس الفرس عندما تكون في الإسطبل، تعطيها نوعاً من الراحة في حركتها وأثناء تناول طعامها وقوامها خيوط نايلون ,وعند الركوب عليها أثناء السباقات يوضع اللجام في فمها وكما هو معروف فإن الدمشقيين كانوا ومازالوا يباهون بجمال خيولهم لذلك حرص كثيرون منهم على تزيينها ببعض الأزياء الخاصة بها".

 

وأضاف "عكاش" عن أدوات أخرى منها ما هو معدني مثل "القطرماية" والتي تأتي مع اللجام و التي تستخدم في حال كان الخيل شرساً ليسهل التحكم به وترويضه، إضافة للمهماز الذي يستخدم لوخز الخيل في بطنه ليزيد من سرعته، ولنفس الغاية يستخدم الخيّال السوط الذي يصنع من الخيزران، وفي الآونة الأخيرة بات يأتينا مصنعاً من مواد بلاستيكية مرنة".

 

ويتحدث عصام الشلي على هذه المهنة بأهمية قائلاً "هي مهنة تراثية يتناقلها الأبناء والآباء بالوراثة، تكمن أهميتها في أمرين أولها لضمان تلبية حاجات أصحاب الخيول وهم فئة ليست بالقليلة، أما الأمر الثاني فيتجسد بتحولها إلى مهنة ذات طابع تراثي سياحي، فوجودها هي وغيرها من المهن القديمة يؤمن الحفاظ على طابع المدينة بعراقتها وأصالتها ".


عدد القراءات: 18683