شارك
|

صناعة السفن في اللاذقية.. تراث قديم وسمة تميز الساحل السوري

تاريخ النشر : 2017-03-15

ارتبط بالساحل السوري العديد من الصناعات والحرف التقليدية، ولا سيّما تلك المتعلقة بالصناعات البحرية، حيث انطلقت صناعة السفن من جزيرة أرواد إلى الموانئ السورية، ومنها مدينة اللاذقية، وانتشرت مهنة صناعة السفن وقوارب الصيد والنزهة والشباك على شكل ورشات في الساحات العامة والأزقة وقرب الشاطئ، كما سادت صناعة المراكب الشراعية الكبيرة التي تنقل البضائع إلى الخارج، وصناعة اليخوت الكبيرة التي تضاهي الصناعات الأجنبية من حيث رخصها واتقان صنعها، وتعتبر مصدر فخر للحرفيين في المحافظة.


وعلى الرغم من بدائيّة الأدوات المستخدمة، وصعوبة العمل، وعدم وجود التسهيلات، وقلة الرعاية لهؤلاء الصناع المهرة، إلا أنهم يستمرون في هذه الصناعة التراثية، التي تعتبر سمة بارزة للساحل السوري، ولا سيما مدينة اللاذقية.


يقول أحمد حريشية، أحد أشهر صانعي السفن على مستوى الساحل السوري؛ إنّ صناعة السفن في اللاذقية تعتبر من المهن القديمة جداً، ونحن نعمل في مجال صناعة الزوارق البحرية، سواء أكانت مصنوعة من الحديد أم من الخشب، وأضاف: «في الورشة التي أملكها نعمل على صناعة جميع أنواع الزوارق، زوارق النزهة والصيد والشحن والقاطرة واليخوت، وقد صدّرنا أعمالنا إلى كثير من بلدان العالم، ومنها قبرص وتركيا ومصر واليونان والسعودية ورومانيا وليبيا وروسيا».


أمّا عن طريقة صناعة الزوارق، فقال الريّس أحمد: «يتألف الزورق من أوّل قطعة توضع فيه من أجل البدء ببناء جسمه، والتي تدعى الـ «بريم»؛ أي العمود الفقري أو الحامل الذي تحطّ عليه أضلاع خشبية أو حديدية بشكل عرضي، وتثبّت بالبراغي والمسامير، ومن ثمّ تفرش الألواح التي تغطّي فراغات البناء الهيكلي للزورق، وتمنع تسرب الماء إلى داخله، ويراعَى الزورق المصنوع من الخشب، بحيث يدهن سطحه بالزيوت والمعجون والدهان الخاص بالبحر ومناخه المقاوم لرطوبة هذه الأجواء، يخصّ بهذا الدهان الجزء السفلي من الزورق، الذي يُدعى «الغاطس»، أمّا الزوارق المصنوعة من الحديد، فلها مخططات يُعدّها مهندسون وخبراء متخصصون تحسب من خلالها جميع ما يلزم الزورق خلال رحلته في عباب البحار».


وأضاف: يعمل البحارة كلّ عام على ما يسمّى بالعامية «العمرة»؛ أي إعادة تأهيل الزورق وصيانته من الداخل والخارج، حيث يرفع إلى الشاطئ، ويقوم عمال الورشة بتجهيزه وإعداده بشكل كامل، ميكانيكياً وهيكلياً، وحتى على مستوى الدهان والقشرة الخارجية»، وأوضح أنّ اسم زورق يطلق على كلّ مركب لم يتعدَّ طوله أكثر من 24م، وإن زاد على هذه القيمة أصبح سفينة. 


عدد القراءات: 14782