شارك
|

بابور الكاز على رفوف الذكريات

تاريخ النشر : 2015-09-15

"الجدة" كانت تقول "بابور الكاز...كان  هدية رائعة يقدمها رب الأسرة لزوجته ليخفف عنها عناء إشعال النار يدويا واستخدامها لمختلف الأعمال المنزلية، وأذكر أننا بقينا عدة سنوات نعتمد على الحطب الذي نحضره من الطبيعة البرية، في عملية تأمين النار اللازمة لعمليات الطهو والغسيل وتسخين المياه لمختلف الاحتياجات المنزلية، وذلك بسبب غلاء سعر "البابور" في البداية، لذلك كان دخوله إلى منزلنا بيد والدي بمثابة هدية قدمها
لوالدتي التي كانت تعاني كثيراً من تسخين مياه الغسيل لكثرة عدد أفراد الأسرة، ناهيك عن الدخان الذي كانت تستنشقه عند اشعال نار الحطب».

 

قبل 100 عام تم اختراع بابور الكاز ( البريموس ) وقد اطلق عليه هذا الاسم نسبة الى اسم بلدة في السويد اشتهرت بأتها اول وأشهر من قام بصنع بابور الكاز في العالم .
 

البابور كان قديما ذا اهمية نفسية واجتماعية حيث ان جهاز العروس كان لا بد ان يحوي ضمنه بابور الكاز كقطعة هامة من اثاث البيت لذا فان نساء عديدات كبيرات ما زلن يحتفضن بهذا البابور كذكرى عزيزة من ايام الزواج .
 

ولا بد من الاشارة انه كان قديما يوجد ما يعرف بالسمكري مصلح البوابير المتجول بين البيوت مناديا بصوته المميز وقائلا ( مصلح بوابير الكااااااااااااز ) لكن هذه المهنة الجوالة قد اختفت الان بسبب شيوع مواقد وطباخات الغاز
 

وهناك العديد من الامثال الشعبية خرجت من طبيعة الشبه ما بين البابور ونكاشة العين لتسليك خروج غاز الكاز من عين البابور للاوضاع والمواقف الاجتماعية ومثال ذلك ما نسمعه من هذه الامثال العامية : فلان يهدر صوته مثل بابور الكاز ، فلان خالص كازه ( لا يشغل عقله ) انكش تولع او فلان بده نكشه .
 

لقد كان "بابور الكاز" الذي يعتبر اليوم جزءاً من التراث الشعبي في الساحل السوري أداة هامة لمطبخ ربة المنزل حيث كانت تسعى للحصول عليه مع تجهيزات يوم زفافها.
 

يتألف بابور الكاز من:
ذراع الضغط (مضخة الهواء) وحلقة خاصة لفك المضخة لإصلاحها والمستوعب الخاص بالكازوصمام يمكن تحريكه عن طريق التدوير والمكان الخاص ببدء الاشتعال يشابه الصحن الصغير ورأس الاشتعال وأنابيب تسخين الكاز وتحويله إلى غاز قبل اشتعاله فتحة صغيرة جدا يخرج منها الكاز.


عدد القراءات: 16496

اخر الأخبار