شارك
|

الجعفري: التحالف دمر الرقة بحجة محاربة "داعش"

تاريخ النشر : 2018-04-18

 

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة دمر مدينة الرقة بالكامل بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لافتاً إلى أن بعثة الأمم المتحدة التقييمية ذكرت في تقريرها أن المدينة تواجه وضعاً حرجاً يتطلب إعادة بناء وهيكلة للخدمات العامة فيها بأكملها.

وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس بطلب من روسيا لمناقشة الأوضاع في مدينة الرقة ومخيم الركبان: نشكر وفد روسيا الاتحادية على طلب عقد هذه الجلسة لمناقشة الوضع في مدينة الرقة.. هذه المدينة الشهيدة التي تم تدميرها من قبل القوات الأمريكية وتحالفها المزعوم بالكامل تحت ذريعة محاربة الإرهاب.

وأضاف الجعفري: لن أسرد هنا تقييم الجمهورية العربية السورية للأوضاع الكارثية في هذه المدينة بل سأنقل إلى أعضاء المجلس ما خلصت إليه بعثة الأمم المتحدة التقييمية إلى مدينة الرقة التي وافت بها وزارة الخارجية والمغتربين بموجب مذكرة رسمية من المنسق المقيم للأمم المتحدة بتاريخ الرابع من الشهر الجاري وأقتبس “تواجه مدينة الرقة وضعاً حرجاً يتطلب إعادة بناء كاملة وإعادة هيكلة الإدارة والخدمات العامة بأكملها من الصفر:” انتهى الاقتباس.

وتابع الجعفري: أشير إلى بعضٍ مما خلصت إليه هذه البعثة حيث شاهد الفريق حجم الدمار الهائل الذي تعرضت له المدينة فكل مبنى إما دمر بالكامل أو تضرر جزئياً وبعد أن كان يقدر عدد سكانها بنحو 300 ألف شخص قبل الأزمة أصبحت تضم نحو 7000 شخص في نهاية هجوم “التحالف” حيث اخرجوا أربعة آلاف إرهابي من تنظيم “داعش” لكنهم أخرجوا معهم نحو 300 ألف من سكان المدينة فضلا عن وجود نقص كامل في الخدمات العامة حيث لا توجد مياه ولا كهرباء ولا تغطية للهاتف النقال ولا توجد خدمات أساسية بشكل عام.

وبين الجعفري أنه تم تدمير كل المشافي والمستوصفات ولا يوجد حاليا أي مشفى عامل في المدينة مشيرا إلى أن ما حصل في مدينة الرقة هو مثال واحد على جرائم “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي وهذا “التحالف” لم يهدف يوماً إلى مكافحة الإرهاب بل إلى تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية ومحاولة إضعاف قوة الجيش العربي السوري وحلفائه في التصدي للمجموعات الإرهابية.

وشدد الجعفري على أن الإنجازات الحقيقية لما يسمى “التحالف الدولي” تمثلت بإزهاق أرواح آلاف المدنيين الأبرياء باستخدام أفظع الأسلحة بما فيها الأسلحة الحارقة وتدمير البنى التحتية السورية بما فيها السدود والجسور والمشافي والمدارس والمؤسسات والمنشآت الإنمائية للشعب السوري وموارده الاقتصادية التي يحتاجها لإعادة الإعمار وفي مقدمتها آبار ومنشآت وتجهيزات النفط والغاز والعاملون فيها.

وقال الجعفري: أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين في مدينتي الميادين والبوكمال في منتصف أيار 2017 وفي بلدة الصور وقرية الدبلان ومدينة الميادين وقرية ذيبان بريف ديرالزور أواخر حزيران 2017 وفي منطقة تل الشاير بتاريخ 19 حزيران 2017 وقرية الزيانات بتاريخ 4 تموز 2017 وقرية كشكش بتاريخ 12 تموز 2017 في ريف الحسكة الجنوبي وقرية الشعفة وظهرة علوني بتاريخ 25 شباط 2018 وقرية البحرة بتاريخ 20 شباط 2018.

وأوضح الجعفري أن خير دليل على أن هدف هذا “التحالف” غير الشرعي لم يكن يوماً مكافحة الإرهاب بل وضع العقبات في وجه الجيش العربي السوري وحلفائه في حربهم المستمرة ضد تنظيم داعش الإرهابي هو.. على سبيل المثال لا الحصر.. العدوان الجوي الذي قامت به طائرات هذا “التحالف” ضد الجيش العربي السوري في جبل الثردة في ديرالزور بتاريخ 17 أيلول 2016 والذي هدف حينها إلى توفير ممر آمن لعناصر تنظيم داعش الإرهابي بين الأراضي السورية والعراقية وكذلك استهداف الطائرات الأمريكية بتاريخ 8 شباط 2018 لقوات شعبية على الضفة الشرقية من نهر الفرات كانت في حالة اشتباك مع إرهابيي تنظيم “داعش” حيث قتلت تلك الطائرات العشرات من هذه القوات الشعبية.

وبين الجعفري أن هذا “التحالف” لم يكتف بالعدوان على قوات الجيش العربي السوري بل قدم الدعم والحماية لبقايا تنظيم داعش الإرهابي من خلال تأمين الخروج الآمن لعناصره من الرقة وديرالزور والذين في معظمهم من الإرهابيين الأجانب وتوجيههم لمهاجمة قوات الجيش العربي السوري وحلفائه في محافظة ديرالزور وهكذا أنقذت الولايات المتحدة بقايا “داعش” من مصيرهم المحتوم على يد الجيش العربي السوري ليعيثوا فساداً في الأرض على امتداد الشريط الحدودي المشترك بين سورية والعراق.

وأضاف الجعفري: تنعقد هذه الجلسة في يوم العيد الوطني لسورية عيد الاستقلال بعد طرد المستعمر الفرنسي منها في مثل هذا اليوم من عام 1946 ويؤسفنا أن نقول. إن بعض الدول بما في ذلك فرنسا والدول التي شنت العدوان الجبان على سورية بتاريخ 14 الجاري لم تفهم بعد أن إرادة الشعوب في التحرر والاستقلال قد أصبحت حقيقة راسخة وأن عهود الهيمنة قد ولت منذ زمن بعيد مؤكدا أن محاولات العودة إلى تلك العهود لن يكتب لها النجاح مهما بلغ حجم حمم الأساطيل الحربية والطيران والصواريخ “اللطيفة والذكية والحديثة” والتهديد بالقوة والإمعان في دعم الإرهاب والمجموعات المسلحة تحت أي عنوان كان حيث سئمت شعوبنا استهتار الدول النافذة بأحكام الميثاق كما سئمت ضرب هذه الدول مبادئ القانون الدولي بعرض الحائط دونما حسيب أو رقيب.

وقال الجعفري: لقد توجت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دعمها للمجموعات الإرهابية من خلال عدوانها الثلاثي فجر السبت الماضي بمشاركة السعودية وقطر و”إسرائيل” والذي جاء انتقاما من الجيش العربي السوري في أعقاب هزيمة الأذرع الإرهابية لحكومات هذه الدول في الغوطة الشرقية.

ولفت الجعفري إلى أن الحديث عن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تسبب بها هذا “التحالف” غير الشرعي في مدينة الرقة يقود للحديث عما يشهده مخيم الركبان الذي وافقت الحكومة السورية على إيصال المساعدات الإنسانية إليه بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري لكن القوات الأمريكية الموجودة في المخيم منعت ذلك ووضعت شروطاً مستحيلة لإيصال هذه المساعدات.

وحمل الجعفري الولايات المتحدة مسؤولية الوضع الإنساني الكارثي في مخيم الركبان موضحا أن السبب الرئيسي للموقف الأمريكي يعود الى أن واشنطن تستخدم هذا المخيم لتدريب فلول تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى عسكرياً لاستخدامهم في معارك أخرى ضد سورية والعراق وليبيا ودول أخرى في المنطقة والعالم.

وأوضح الجعفري أن المشهد السياسي في سورية واضح ولا يحتاج إلى تقديم مشاريع قرارات وإنشاء آليات وعقد اجتماعات بشكل شبه يومي تحت عناوين مختلفة بل يحتاج إلى أن يضطلع مجلس الأمن بولايته بموجب أحكام الميثاق للتصدي للاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي لأجزاء من سورية ويحتاج أيضا التصدي للدول الداعمة للمجموعات الإرهابية وللدول التي تفرض إجراءات قسرية بحق الشعب السوري “كيلا يصبح ملايين السوريين لاجئين ومهجرين كما قال بعض الزملاء” مشيرا إلى أنه لا يمكن لهذا المجلس الركون لرغبة حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في جعل هذه المنظمة الدولية منظمة أمم غير متحدة “اللهم إلا في انتهاك أحكام الميثاق وغزو الدول والتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة تغيير أنظمة الحكم فيها بالقوة وشن العدوان تلو الآخر ووأد الشعوب وتدمير حضاراتها”.

وأضاف الجعفري: رداً على ما سمعته من تخرصات وكذب ونفاق في بيانات بعض مندوبي الدول حول زيارة بعثة تقصي الحقائق إلى دوما أؤكد أن الحكومة السورية سهلت كل الإجراءات اللازمة لوصول بعثة تقصي الحقائق إلى سورية واليوم دخلت المجموعة الأمنية التابعة للأمم المتحدة إلى دوما في الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت دمشق وذلك لتقييم الوضع الأمني على الأرض وفي حال قررت هذه المجموعة أن الأوضاع جيدة في دوما فسيبدأ عمل بعثة تقصي الحقائق يوم غد أي أن قرار دخول فريق البعثة يعود للأمم المتحدة ومنظمة الحظر فقط والحكومة السورية قامت بكل ما من شأنه تسهيل عمل الفريق.

وبين الجعفري أن الفريق بدأ منذ وصوله إلى دمشق مباشرة مهام عمله حيث استمع أمس إلى إفادات بعض الشهود على الحادثة المزعومة ما يعني أن الفريق بدأ عمله وكل ما ينشر من إشاعات وأكاذيب هي تخرصات تهدف إلى تشويه مهمة هذا الفريق لتغطية العدوان على سورية.

وفي رده على مندوبي اعضاء مجلس الأمن قال الجعفري: إن مندوبة الولايات الأمريكية تحدثت بتفاخر قائلة: إن قوات بلادها تخلصت من 3000 لغم في الرقة.. ألم يكن من الأفضل أن تطالب قوات بلادها التي كانت تحتل مدينة الرقة ولاتزال من تنظيم داعش الإرهابي عندما أخرجت بحمايتها أربعة آلاف من عناصره من الرقة باتجاه ديرالزور ونشرتهم في المنطقة الممتدة من شمال ديرالزور إلى مدينة الشدادي في الشمال.. ألم يكن من الأفضل لقوات بلادها أن تطالب نظيم “داعش” بخرائط نزع الألغام وهي بعشرات الآلاف في المدينة بدلا من التفاخر بعد طرد “داعش” من المدينة بسنة ونصف السنة بأن القوات الأمريكية استطاعت أن تتخلص من 3000 لغم.

وخاطب الجعفري مندوب السويد قائلا: لقد طالبتم الحكومة السورية 16 مرة بأن تفعل كذا وكذا لكن حكومتك لم تطالب ولا مرة بإنهاء الاحتلال الأمريكي والتركي والإسرائيلي لأجزاء من أرض سورية ولم تطالب ولا مرة واحدة بإدانة العداون الثلاثي السبت الماضي على سورية ولم تذكر في بيانك ولا مرة أي كلمة عن الإرهاب الذي ينشط فوق أراضينا برعاية دول ذكرتها للتو ونواطير الغاز والكاز في منطقتنا.

 


عدد القراءات: 4586