شارك
|

منتجي النفط الأقوى في العالم يخفضون إنتاجهم أكثر

تاريخ النشر : 2023-04-04

أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين يوم الأحد عن تخفيضات مفاجئة يصل مجموعها إلى 1.15 مليون برميل يومياً من آيار حتى نهاية العام  في خطوة قد ترفع الأسعار في جميع أنحاء العالم.

 


ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التوتر في العلاقات مع الولايات المتحدة  التي دعت السعودية وحلفاء آخرين إلى زيادة الإنتاج في الوقت الذي تحاول فيه خفض الأسعار والضغط على الشؤون المالية لروسيا.

 


قال كيفين بوك العضو المنتدب لشركة Clearview Energy Partners LLC إن تخفيضات الإنتاج وحدها يمكن أن تدفع أسعار البنزين في الولايات المتحدة للأعلى بنحو 26 سنتًا للجالون  بالإضافة إلى الزيادة المعتادة التي تأتي عندما تغير المصافي مزيج البنزين خلال موسم القيادة الصيفي. قال بوك إن وزارة الطاقة تحسب الزيادة الموسمية بمتوسط 32 سنتاً للغالون الواحد.

 


لذلك بمتوسط سعر في الولايات المتحدة يبلغ الآن حوالي 3.50 دولاراً للغالون العادي وفقًا لـ AAA  قد يعني ذلك زيادة البنزين عن 4 دولارات للغالون الواحد خلال فصل الصيف.

 


ومع ذلك قال بوك إن هناك عدداً من المتغيرات المعقدة في أسعار النفط والغاز. حيث يعتمد حجم خفض الإنتاج لكل بلد على رقم الإنتاج الأساسي الذي تستخدمه لذلك قد لا يكون الخفض 1.15 مليون. وقد يستغرق الأمر أيضًا الكثير من العام حتى تدخل التخفيضات حيز التنفيذ.

 

 

يمكن أن ينخفض الطلب إذا دخلت الولايات المتحدة في ركود بسبب الأزمة المصرفية. لكنها قد تزداد أيضاً خلال فصل الصيف مع سفر المزيد من الناس. وقال بوك إنه على الرغم من أن خفض الإنتاج لا يمثل سوى 1٪ من حوالي 100 مليون برميل من النفط يستخدمها العالم يومياً إلا أن التأثير على الأسعار قد يكون كبيراً.

 


وقال "إنها صفقة كبيرة بسبب طريقة عمل أسعار النفط". "أنت في سوق متوازن نسبياً. يمكنك سحب مبلغ صغير اعتماداً على ما يفعله الطلب يمكن أن يكون لديك استجابة سعرية كبيرة جداً
وأعلنت السعودية أكبر خفض بين أعضاء أوبك عند 500 ألف برميل يوميا. وتأتي التخفيضات بالإضافة إلى التخفيض المعلن في تشرين الاول الماضي والذي أثار حفيظة إدارة بايدن. ووصفت وزارة الطاقة السعودية الخطوة بأنها "إجراء احترازي" يهدف إلى استقرار سوق النفط. تمثل التخفيضات أقل من 5٪ من متوسط إنتاج المملكة العربية السعودية البالغ 11.5 مليون برميل يومياً في عام 2022.

 


وقال العراق إنه سيخفض الإنتاج 211 ألف برميل يوميا والإمارات 144 ألفا والكويت 128 ألفا وكازاخستان 78 ألفا والجزائر 48 ألفا وسلطنة عمان 40 ألفا. تم نقل الإعلانات من قبل وسائل الإعلام الحكومية في كل بلد.

 


وفي غضون ذلك قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن موسكو ستمدد خفضاً طوعياً قدره 500 ألف حتى نهاية العام وفقًا لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية تاس.و كانت روسيا قد أعلنت عن الخفض أحادي الجانب في شباط بعد أن فرضت الدول الغربية سقوفاً للأسعار. وجميعهم أعضاء في ما يسمى بمجموعة أوبك + للدول المصدرة للنفط  والتي تضم المنظمة الأصلية للبلدان المصدرة للبترول بالإضافة إلى روسيا ومنتجين رئيسيين آخرين. ولم يصدر بيان فوري من أوبك نفسها.

 


جاءت التخفيضات المعلنة في تشرين الأول بحوالي مليوني برميل يوميًا عشية انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة التي كان ارتفاع الأسعار فيها يمثل مشكلة رئيسية. وتعهد الرئيس جو بايدن في ذلك الوقت بأنه ستكون هناك "عواقب" ودعا المشرعون الديمقراطيون إلى تجميد التعاون مع السعوديين.

 


ونفت كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أي دوافع سياسية في النزاع.

 


ومنذ تلك التخفيضات اتجهت أسعار النفط إلى الانخفاض. قال المحللان جياكومو روميو ولويد بيرن من جيفريز في مذكرة بحثية إن التخفيضات الجديدة يجب أن تسمح بتخفيضات "جوهرية" لمخزون أوبك في وقت أبكر مما كان متوقعًا ويمكن أن تؤكد صحة التحذيرات الأخيرة من بعض التجار والمحللين بأن الطلب على النفط يضعف.

 


قال كريستيان كوتس أولريشسن الخبير الخليجي في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس إن السعوديين مصممون على إبقاء أسعار النفط مرتفعة بما يكفي لتمويل مشاريع عملاقة طموحة مرتبطة بخطة رؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد.

 


وقال "هذه المصلحة المحلية لها الأسبقية في صنع القرار السعودي على العلاقات مع الشركاء الدوليين ومن المرجح أن تظل نقطة احتكاك في العلاقات الأمريكية السعودية في المستقبل المنظور."

 


وقد نفت المملكة العربية السعودية انحيازها لروسيا في حرب أوكرانيا رغم أنها أقامت علاقات أوثق مع كل من موسكو وبكين في السنوات الأخيرة. في الأسبوع الماضي أعلنت أرامكو عن استثمارات بمليارات الدولارات في صناعة البتروكيماويات في الصين.

 


المصدر وول ستريت جورنال

 

ترجمة راما قادوس 
 


عدد القراءات: 1732

اخر الأخبار