شارك
|

هل السباحة في الماء البارد مفيدة لك؟

تاريخ النشر : 2023-09-17


هناك أدلة أولية مثيرة للاهتمام تشير إلى أن السباحة في الماء البارد قد يكون لها تأثيرات مضادة للاكتئاب. حيث أفادت إحدى الدراسات التي أجريت في بريطانيا أن السباحة في المحيط البارد خفضت الحالة المزاجية المكتئبة بما يصل إلى 10 أضعاف ما حدث لدى مجموعة من الأشخاص الذين كانوا يراقبون السباحين من الشاطئ. وقد وجد تقرير حالة منفصل أن امرأة تعاني من اكتئاب مقاوم للعلاج شهدت تحسنا ملحوظا في أعراض الاكتئاب لديها بعد السباحة في مياه البحر الباردة مرة واحدة في الأسبوع.

 


لكن الدراسات حول فوائد الصحة العقلية للسباحة في الماء البارد تميل إلى السباحة مع أشخاص آخرين لذلك من الصعب معرفة ما إذا كان التواصل الاجتماعي مع الآخرين أو السباحة نفسها هو الذي يوفر معظم التأثير المضاد للاكتئاب الملحوظ.

 


ومع ذلك فإن التعرض للماء البارد له تأثيرات مثيرة ومحفزة ويبدو أنه يزيد من العديد من المواد التي نعرف أنها تشارك في تنظيم الحالة المزاجية. فعلى سبيل المثال تظهر الدراسات التي تغمر الأشخاص الأصحاء في الماء البارد ارتفاعا كبيرا في هرمونات التوتر الكورتيزول والنورإبينفرين. وهذه هي نفس الاستجابة التي لدى البشر والحيوانات تجاه الخطر والتهديد وهي جزء من ردة فعل الطيران أو القتال التي توفر لنا ميزة البقاء الهائلة.

 


كما أن التعرض للماء البارد يؤدي إلى إطلاق هرموني الإندورفين والدوبامين وهما ناقلان عصبيان ينقلان الشعور بالمتعة.

 


إلى أي مدى يجب أن يكون الماء باردا؟


يتم تعريف الماء البارد عادةً على أنه ماء تقل درجة حرارته عن 6 درجات وهو بارد جدا بالفعل. لكننا نعلم أن الماء البارد على سبيل المثال حوالي 7 درجات يمكن أن يؤدي بشكل فعال إلى "منعكس الغوص" ويزيد من نشاط الجهاز السمبتاوي وهو ما يهدئ.
علاوة على ذلك فقد تبين أن التعرض لمياه باردة بشكل معتدل بين 6 و7 درجات يعزز مستويات الدوبامين والإندورفين. ويمكنك تحقيق ذلك بسهولة أثناء الاستحمام في المنزل عن طريق خفض الماء الساخن تدريجيا والتعود ببطء على الماء البارد على مدار أسبوع أو نحو ذلك.

 


حتى أن هناك أدلة أولية على أن التكيف مع الاستحمام البارد تدريجيا له تأثيرات مضادة للاكتئاب. وقد يعزز أيضا مثل الغطس البارد شيئا نسميه التكيف المتبادل ويجعلك أقل توترا عند الاستجابة للمواقف المعاكسة الأخرى. على سبيل المثال أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على الشباب الأصحاء الذين اعتادوا على الماء البارد استجابات أقل للضغط النفسي أثناء ممارسة الرياضة في بيئة منخفضة الأكسجين وهو أمر مزعج وصعب مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للماء البارد من قبل.

 


ما هي مخاطر السباحة في الماء البارد؟


الغطس في الماء البارد بالتأكيد ليس مناسبا للجميع ولا يخلو من المخاطر. وأحد الأسباب الرئيسية هو أن التعرض للماء البارد ينشط مكوني جهازنا العصبي اللاإرادي الأمر الذي له تأثيرات متعارضة.إن دخولك إلى الماء مهم فإذا دخلت الماء دون أن يبلل وجهك فإن ذلك يحفز الجهاز الودي مما يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل كبير في بعض الأحيان.و في المقابل عندما يضرب الماء البارد وجهك تحصل على منعكس الغوص الذي ينشط الجهاز السمبتاوي عبر العصب المبهم مما يقلل من معدل ضربات القلب ويبطئ الأمور.

 


والتأثير الصافي لهذين المنعكسين العصبيين المتنافسين متغير للغاية. ففي بعض الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب المعروفة أو ربما تكون خفية يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم انتظام ضربات القلب القاتل حتى في الشباب الأصحاء على ما يبدو.

 


إن فكرة أن الماء البارد له خصائص علاجية قديمة جدا. ففي عام 400 قبل الميلاد أوصى أبقراط بالعلاج بالماء البارد للتخفيف من الإرهاق. وفي الآونة الأخيرة كان هناك الكثير من الحماس حول الفوائد الصحية الجسدية والعقلية المفترضة للغمر في الماء البارد. والعديد من الادعاءات التي تقول إن الغوص في الماء البارد يمكن أن يساعدك على توديع الاكتئاب والألم المزمن بجميع أنواعه وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء مع الشيخوخة لم يتم إثباتها وهي متقدمة كثيرا عن العلم.

 


ولكن بما أن الحرارة الحارقة أصبحت أكثر شيوعا مع تحمل بعض أجزاء البلاد لها على مدار العام فهناك سبب مقنع آخر للتوجه إلى الماء البارد.  إنها ليست وسيلة قوية لتعزيز الحالة المزاجية والطاقة والوظيفة الإدراكية فحسب بل إنها وسيلة منعشة وسريعة.

 

ترجمة: راما قادوس


المصدر واشنطن بوست


 


عدد القراءات: 2263