شارك
|

من أين تأتي العدوى بعد العملية الجراحية؟

تاريخ النشر : 2024-04-22

يمكن أن تكون البكتيريا الموجودة بالفعل على جلد المريض هي السبب الرئيسي للعدوى بعد العملية الجراحية. هذا ما تقترحه دراسة أجرتها جامعة واشنطن (سياتل، واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، ونشرتها مجلة Science Translational Medicine. حيث بينت الدراسات أن كل من السلالات البكتيرية ونوع مقاومة المضادات الحيوية المرتبطة بالعدوى موجودة بالفعل في المريض قبل العملية، ولا يتم اكتسابها أثناء العلاج في المستشفى.

 

تصميم الدراسة


حللت الدراسة مجموعة مكونة من 204 مرضى خضعوا لعملية جراحية في العمود الفقري في مركز هاربورفيو الطبي في سياتل وهي نوع من العمليات التي يكون فيها الشق "نظيفا"، ولا يتضمن الدخول إلى الجهاز البولي التناسلي أو الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي. أوالمسالك البولية، التي لديها معدل الإصابة بعد الجراحة من 3-5٪.


أخذ الباحثون مسحات قبل الجراحة من الأنف والمستقيم والجلد في موقع العملية، وحددوا السلالات البكتيرية عبر التسلسل الجيني للعينات ثم قاموا بمقارنة هذه البيانات مع جينوم المجموعات البكتيرية المعزولة من أي عدوى بعد العملية الجراحية.

 

في 86% من الحالات (19 من أصل 22 سلالة معزولة من 14 حالة إصابة) تكون البكتيريا المسببة للعدوى بعد العملية الجراحية متشابهة تماما، من وجهة نظر وراثية، مع تلك الموجودة قبل العملية على جسم المريض.


وكشف تحليل لاحق لـ 59 حالة عدوى بعد العملية الجراحية، من عينة مكونة من 1610 مريضا جراحيا، أن أيا من هذه العدوى لم تنشأ من سلالات بكتيرية مشتركة بين المرضى وبعبارة أخرى، لا يبدو أنها نشأت من مصدر مشترك مثل المستشفى.

 

وتشير البيانات إلى أن غالبية مسببات الأمراض المسؤولة عن العدوى بعد العملية الجراحية تنشأ من النباتات البكتيرية الخاصة بالمريض، وليس من التلوث البيئي أثناء الجراحة.


تتوافق هذه الملاحظة مع الدراسات السابقة حول التهابات المسالك البولية وسلالات المكورات العنقودية الذهبية. ومع ذلك، فإن دراسة سياتل الأخيرة هي من بين أولى الدراسات التي أظهرت وجود علاقة مباشرة بين التركيب العام لميكروبيوم الجلد والتهابات ما بعد الجراحة ومقاومة المضادات الحيوية.

 

اكتشاف غير متوقع


لاحظ الباحثون أيضا أن ميكروبيوم الظهر ليس متجانسا، ولكنه يختلف على طول التدرج الذي تكون فيه مسببات الأمراض الانتهازية إيجابية الجرام مثل المكورات العنقودية وتكون البكتيريا الجلدية أكثر حضوراً في منطقة عنق الرحم والصدر، في حين أن البكتيريا سالبة الجرام واللاهوائية مثل بكتيريا الإشريكية القولونية والأمعائية والبكتيرويديز فتنتشر في المنطقة القطنية العجزية. والفرق الوحيد المهم الموجود بين المرضى من الذكور والإناث هو زيادة انتشار العصيات اللبنية في الأخير.

 

إن النتائج لها آثار مهمة لإدارة العلاج الوقائي الجراحي والتهابات ما بعد الجراحة. وقد كان من المسلم به تقريبا أن العدوى الجراحية تنتج بشكل أساسي عن بيئة التشغيل التي لم تكن معقمة تماما. ومع ذلك، إذا كانت البكتيريا الداخلية هي السبب الحقيقي، فإن الجهود المبذولة للحد من حدوث العدوى يجب أن تركز على المريض. حيث يقترح مؤلفو الدراسة تحليل الميكروبيوم الخاص بالمريض لتخصيص العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية قبل الجراحة. وهذا من شأنه أن يسمح بأخذ المقاومة المتعددة المحددة للمريض في الاعتبار، وبالتالي تقليل الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية. حيث تكون التوصية الأخرى هي استخدام المطهرات مثل بوفيدون اليود، كبديل أو مكمل للكلورهيكسيدين، الذي تتطور ضده سلالات بكتيرية مقاومة.

 

وأخيرا يؤكد جاك أ. جيلبرت (كلية الطب في سان دييغو) وجون ألفردي (جامعة شيكاغو) الحاجة لدراسات أكثر تفصيلاً تأخذ في الاعتبار بشكل متعمق المجتمعات الميكروبية الموجودة في بيئة المستشفى والتي يمكن أن تحدد طرق التلوث. وقد خلصوا إلى أن "الدراسة توضح أن اقتراح استراتيجيات عامة ومستويات إضافية من التعقيم بناءً على فكرة أن العدوى بعد العملية الجراحية تنشأ من نوع ما من التلوث الخارجي يمكن أن يكون مفهوما يستحق إعادة النظر فيه."

 

مواقع 


عدد القراءات: 980

اخر الأخبار