شارك
|

عبد السلام حيدر 1913-1995م

تاريخ النشر : 2015-12-10

أبصر صاحب الترجمة النور في مدينة يبرود عام 1913م، انتمى إلى أسرة عرفت بالعلم والفضل، والده مفتي القلمون الشيخ يوسف حيدر، الذي حرص على أن ينال أولاده قسطاً وافراً من التعليم، تلقى عبد السلام حيدر، تعليمه الابتدائي في يبرود، ليتابع المرحلتين الإعدادية والثانوية في دمشق (مكتب عنبر)، التحق بمعهد الحقوق العربي وتخرج بدرجة امتياز منه عام 1937م ، التحق بوزارة الداخلية، حيث عين مديراً للناحية في كل من خربة التين (حمص) ثم عامودا (الحسكة) فالرستن وتدمر (حمص).

 

امتهن المحاماة بين عامي 1945- 1955م، وانتخب نائباً عن منطقة القلمون في مجلس النواب لثلاث دورات بعد الاستقلال.
عاد عام 1956م إلى سلك القضاء، حيث عين مستشاراً في محكمة الاستئناف ورئيساً للمحكمة في حمص والسويداء ثم نائباً عاماً في دير الزور ودرعا، ثم رئيساً لمحكمة الجنايات في حلب وإدلب. كلف محافظاً لمحافظة دير الزور، أثناء توليه منصب النائب العام في دير الزور في العام 1958م.
عين رئيساً لمحكمة الجنايات بدمشق عام 1964 م، ووزيراً للعدل عام 1966م.
عاد لممارسة المحاماة بعد تقاعده وحتى وفاته في 15/12/1995.

 

شخصيته: عُرِفَ "رحمه الله" بنزاهته واستقامته وعدله، تميز بحسه القومي، كان وطنياً قومياً جريئاً، عبر عن وطنيته وقوميته بكثير من المواقف الجريئة والمشرِّفة، والتي كادت أن تودي به السجن مرات عدة.
لم تثنه كثرة مشاغله ومهامه، عن اهتماماته الأدبية المختلفة، أحب المطالعة والموسيقى والسفر، وضح ذلك من مكتبته الضخمة التي ضمت إلى جانب كتب القانون، كتب كثيرة متنوعة المواضيع منها الدينية والسياسية والأدبية والاجتماعية، بالإضافة اقتنائه أعداد كبيرة من المجلات التي كانت تصدر في الثلاثينيات وما تلاها والتي تعد نادرة الآن.
نشاطه الوطني: عمل من خلال موقعه كمدير لناحية الرستن، على مساندة المرشحين الوطنيين، للفوز، على المرشحين الموالين للاحتلال، وكان لمساندته تلك أكبر الأثر في فوز مرشحي الجبهة الوطنية في محافظة حمص كلها، وقد أتى على ذكر هذه الحادثة العماد أول مصطفى طلاس في كتابه "مرآة حياتي".

وخلال فترة عمله الوظيفي، دعم الحركة الوطنية، من خلال تنمية الحس الوطني والقومي لدى العامة، والتحريض بشكل خفي على مقاومة الاستعمار.
استطاع استعادة قطعة أرض كبيرة في وسط المدينة من المستعمر الفرنسي كانت تستعمل حظيرة لخيول القوات الفرنسية وتحويلها إلى حديقة عامة، بصفته مديراً لناحية تدمر، كذلك وقف بشكل صارم، لمنع الفرنسيين من نهب الآثار السورية من مواقعها، مما جعل القائد العسكري الفرنسي في تدمر آنذاك، يضيف اسمه إلى قائمة الموت والتصفية، لكن مشيئة الله أنجته من ذلك بسبب مرضه (بذات الجنب) ودخوله المشفى.
شارك في مؤتمر السلام الذي عقد بعد الحرب العالمية الثانية في مدينة وارسو، ممثلاً لسورية مع المرحوم الشيخ محمد الأشمر ومجموعة كبيرة من رجالات سورية.
نشاطه في الشأن العام: أولى جل اهتمامه لرفع مستوى التعليم في القلمون، فأنشأ عام 1936م مدرسة ثانوية خاصة ضم إليها نخبة من الأساتذة الأجلاء، خرجت العديد من الطلبة الذين كان لهم شأن في مسار الحياة السياسية والعامة، كذلك قدم المترجم له مساعدات للنابهين من الطلبة لإتمام دراساتهم الجامعية.
أسهم في إصدار مرسوم، افتتاح مدرسة يبرود الريفية، لتخريج مدرسي المدارس الابتدائية، وذلك لسد الفراغ في المدارس الابتدائية، نتيجة للتوسع في مجال التعليم، وكان للمدرسة المذكورة، فضل كبير في نجاح مهمة نشر التعليم في الريف ورفع مستوى الشباب الثقافي. كذلك أسهم في افتتاح مدرسة داخلية في مدينة النبك، بمشاركة الأستاذ ياسين طربوش، ضمت بين جنباتها العديد من الطلبة من أبناء القلمون والمناطق المجاورة.

 

آثـاره: ألف في سن مبكرة العديد من المسرحيات والقصص، وأنشد الشعر في مناسبات كثيرة، أصدر عام 1937م مجلة القلمون الأسبوعية، كما أصدر مع الأستاذ قاسم الشاغوري مجلة الهدى في حمص.
اهتم أواخر حياته بوضع كتابه "أخلاق القرآن"، بحث فيه الآيات القرآنية، وله مؤلف آخر "معجم القرآن الكريم" الذي ضمنه، معاني مفردات القرآن الكريم، وعدد مرات ورودها ومواضعها في القرآن، لكنهما ولسوء الحظ لم يريا النور في حياته.
أحب السفر فجال عاشقاً للمعرفة في أقطار كثيرة منها؛ مصر والأردن والعراق والسعودية والكويت، و فرنسا وبريطانيا وبولونيا والمجر والأرجنتين وتشيلي والبرازيل.
توفي الأستاذ عبد السلام حيدر في 15/12/1995م، بعد رحلة حياة مفعمة بالعمل الجاد، والعلم النافع، تاركا طيب الأثر، في نفوس كل من عايشه، وعمل معه، وبفقده فقدت سوريا، فلذةً من أبناءها، عاش حياته كلها، مناضلاً في سبيل رفعة شأنها.


عدد القراءات: 10429

اخر الأخبار