شارك
|

مقهى "على المفرق مع فيروز" مشروع جريح لم تتوقف عجلة الحياة لديه

تاريخ النشر : 2021-12-12

بعد تعرضه لعدة إصابات حربية أنهى خدمته ، ولم تتوقف عجلة الحياة لديه، بل كانت حافزاً لتقديم شيء مختلف وجديد و بثقة وإصرار، الجريح "أحمد الحسن" يتابع مسيرة حياته اليومية، في قريته "بعمرائيل" التابعة لمدينة "بانياس"، فكانت موهبته بالرسم المباشر للوجوه علامة فارقة ضمن مشروعه المقهى، والذي أسماه "على المفرق مع فيروز"، حيث رسم مختلف وجوه زواره بالمقهى باللون الأسود وبشكل مباشر، معتمداً على اللون الأسود الذي طوعه مع توظيف الظل والنور، من دون أن يعلم الزائر ما سيلاقيه من مفاجأة في الزيارة التالية.

"بورتريه"

لم يكن الرسم المباشر أو ما يعرف بـ"البورتريه" عند "أحمد"، نابعاً من خلفية علمية أو أكاديمية، وإنما كان موهبة كامنة تفجرت في لحظة معينة، لتخرج معلنة تفوقه على جراحه وبداية مشوار حياة جديد، فانتقل من شخص أغلقت في وجهه جميع الأبواب نتيجة الظروف الاقتصادية الحالية، إلى موهبة خلاقة غيرت الكثير من تفاصيل حياته نحو الأفضل، فبات الملهم لأقرانه من خلال متابعة ما يقوم به والسؤال عن أدق التفاصيل في الرسم.

                 

وأشار الحسن «الكثير من الأصدقاء وقف إلى جانبي وشجعني على ممارسة موهبتي وتقديم المزيد من اللوحات بهدف تطور الموهبة، حتى إن البعض رغب في اقتناء لوحات وجد أفكارها قريبة منه وتلامسه داخلياً، علماً أن هذه الحالة الفنية لم تكن موجودة سابقاً لا في القرية ولا لدى الشباب، ما يعني أن حالة فنية جديدة وذائقة بصرية بدأت تظهر ملامحها بشكل جلي، وهذا أسعدني كثيراً ودفعني للاستمرار، وتقديم المزيد وتطوير الأفكار وطريقة إخراجها».

 

                  

 

ولم تتوقف أفكاره" وموهبته عند حد "البورتريه"، بل حاول تقديم كل شيء جديد يتعلق بالرسم، فرسم على الصخور القريبة من مقهاه، وأعاد ترتيبها بجانب المقهى بشكل جميل، وصمم الإطارات الخشبية متعددة المقاسات ولمختلف الاستخدامات، فبات موقعه أو ما يعرف بموقف القرية على الطريق العام، محترفاً لكل ما يتعلق بالرسم، لا يمل الناظر البقاء بجواره والتمتع بجديده.

 

 


عدد القراءات: 6332

اخر الأخبار