شارك
|

سيدات أعدن تدوير حياتهن كما أعدن تدوير أنقاض سوق القماش الحلبي

تاريخ النشر : 2022-01-12

تكدست أكوام القماش على طاولات الخياطة كانت ضحايا وشهود عيان بآن واحد، على الخراب الذي ألم بمدينة حلب جراء حرب إرهابية امتدت على عقد من الزمن، لتنتشلها اليوم أيدي سيدات هذه المدينة، ويعدن تدويرها من تحت أنقاض مخنوقة الصوت، إلى ورشات العمل، ومن ثم إلى الأسواق.

تجتمع اليوم أربعة عشر امرأة، تقفز إلى أذهانهن ذكريات قديمة منها مؤلمة ومنها لا، لذلك أعدن تدويرها كما أعدن تدوير الأقمشة، التي منحنها من أرواحهن حباً وأملاً وشغفاً.

 

أحاسيس متناقضة كان أبرزها الحب والشغف اكتنفت السيدات المشاركات في مشروع "صنع من القلب"، حيث قابلن الموت بالحياة، والخراب بالحب، ليمحين ذكرى أيام بطيئة مظلمة وقاتلة.

 

وتؤكد ليلى الموصللي إحدى الفتيات المشاركات أن هذا المشروع أتاح فرص عمل لـ 14 سيدة حلبية وأصبح مورد رزق لهنّ ولأسرهنّ، كما بات متنفساً من ضغوطات الحياة التي خيمت على الجميع، فالجو في ورشة العمل عائلي ومليء بالحب والقوة والشغف.

وتلفت في حديثها إلى أن الملابس المنتجة في المشروع تنافس القطع الأجنبية بجودتها وجمالها، وتقول: "نسعى لنشر ثقافة إعادة التدوير في ظل محدودية الموارد، ليست إعادة تدوير بل إعادة إحياء بالمعنى الأدق".

 

كما أشارت إحدى المشاركات في المشروع إلى أن مشروع "من القلب إلى القلب" هو مشروع من المرأة إلى المرأة، وهو يتميز بالإبداع والتفرد، فالقطعة التي تنتج هنا لا يوجد مثيل لها في الأسواق وهذا ما يعطي المنتجات تميزها وفرادتها، مبينة أن السيدات يعملن بمحبة وشغف لذلك تلامس قلوب الناس.

 

فكما انهمكت هذه السيدات بفك عقد خيوط قماشية من ذكريات عتيقة ومؤلمة، ومنحها حياة جديدة  منحو بمشروعهن أنفسهن حياة تشبه مدينتهنّ التي لم تكف يوماً عن كونها مفعمة بالحياة والأمل.

 


عدد القراءات: 5432

اخر الأخبار