شارك
|

القديس السوري مار مارون.. مؤسس الطائفة المارونية وشفيعها

تاريخ النشر : 2016-02-09

مار مارون ناسك وراهب وكاهن سوري عاش في شمال سورية خلال القرن الرابع، في حقبة الحضارة الهلّينية التي امتزجت فيها عناصر الحضارتين اليونانية والسريانية في هذه المنطقة، ويعتبر واحداً من أشهر الشخصيات السوريّة السريانية الكنسية، لكونه يرتبط مع الكنيسة السريانية الأنطاكية المارونية التي تعتبره مؤسساً وشفيعاً وأباً، عاش وتنسك وتوفي في شمال سورية في محافظة حلب واكتشف ضريحه في قرية "براد" الأثرية حيث أصبحت هذه القرية محجاً لأبناء الطائفة من سورية ولبنان، وباقي الدول.

 

كلمة مارون في اللغة السريانية تصغير للفظة "مار" والتي تعني السيّد، والتي بدورها تصغير عن لفظة "موران" والتي تعني "سيد السادة أو السيد الأكبر" وتستخدم في اللغة السريانية كإحدى ألقاب الله.


عاش على قمة عالية كان فيها معبد وثني حُوّل بفضله إلى كنيسة وهو مكان منعزل، هذا المكان هو "قلعة كالوطة" المرتفعة عن سطح البحر 560 م.


كان مجاهد روحي كالجندي يبقى يقظاً في كلّ لحظة من حياته مهما فعل، فلا يتراخى عن مواصلة جهاده في حربه الروحية واكتساب الفلسفة الحقيقية، تعامل "مار مارون" مع السكان بوداعة فكان يستمع إلى مشاكلهم ويحل قضاياهم، وكان طبيباً لا يكتفي بشفاء عاهات الجسد فحسب، بل كان أيضاً يأتي للنفوس بالعلاج المفيد (شافياً هذا من داء البخل، وذاك من الغضب، مانحاً هذا التعليم المؤدّي إلى الحكمة، وواضعاً لذاك الإرشادات إلى الفضيلة، مروِّضاً ميوعة هذا ومنعشاً ذاك من كسله).


انتابه مرض بسيط أودى بحياته وشب نزاع شديد بين القرى المجاورة لرغبة كلّ منها بأخذ جثمانه فاستطاعت قرية "براد" التي كانت ثاني أكبر قرية أثرية في شمال سورية أخذ رفاته ودفنه في كنيسة "جوليانوس" بعد أن أُضيف إليها جناح في الجهة الشمالية الشرقية ليضم رفاته، فكرّموا هذا المظفّر بمهرجان شعبي عظيم.
 


عدد القراءات: 10930

اخر الأخبار