شارك
|

شارع النصر بدمشق.. مبانٍ تراثية ومقاهٍ عصرية

تاريخ النشر : 2016-01-19

أنشئ عام 1865 ووسعه جمال باشا وغيرت اسمه الحكومة العربية الفيصلية سنة 1918,وعلى الرغم من أن طوله لا يتجاوز الكيلومتر، فإنه يُعتبر من أعرق وأهم شوارع دمشق, فهو إضافةً إلى أنه يصل ما بين طرفيه الشرقي والغربي بين أقدم أثر تاريخيٍ دمشقي وهو القلعة والسور وسوق الحميدية من الشرق، وأحدث أثر تاريخي وهو مبنى محطة الحجاز التاريخي، فإن الشارع يتوسط مدينة دمشق ويضم على جانبيه العديد من المباني التاريخية العريقة ذات الاستعمالات الهامة منذ تأسيسها مع افتتاح الشارع,و يقدم شارع النصر بانوراما لدمشق القديمة والمعاصرة من خلال انتشار المحلات العصرية والمقاهي التراثية.

لتسميته وإنشائه حكايةٌ عريقة كعراقته، فالشارع الذي تأسس سنة 1864 وكان في البداية ضيقاً وقصيراً قام في عام 1914 الزعيم التركي جمال باشا والملقب بالسفاح بتوسيعه على حساب عدد من البيوت والمباني التي كان يضمها الشارع,وبعدها أطلق عليه اسمه فصار يُعرف باسم شارع جمال باشا، حتى مجيء الحكومة العربية الأولى بقيادة الملك فيصل بعد انتهاء الاحتلال العثماني، فغيرت تسميته ليصبح اسمه منذ ذلك التاريخ شارع النصر نسبة إلى باب النصر الذي كان موجوداً في نهاية الشارع من جهة الغرب عند مدخل سوق الحميدية ,و كان قد أسسه نور الدين زنكي في القرن الثاني عشر الميلادي وهدمه الوالي العثماني محمد رشدي باشا الشرواني سنة 1864 في عام تأسيس شارع جمال باشا أو النصر.

ومنذ توسعة الشارع قبل مائة عام أُنشئ فيه العديد من المباني الهامة على حساب البساتين والأشجار التي كانت مقصداً للدمشقيين في أيام الربيع والصيف, وفي  منتصف القرن العشرين أُنشئت فيه مبانٍ رسمية وحكومية كان أبرزها مبنى القصر العدلي في نهايته من جهة الغرب والمحكمة الشرعية ومؤسسة مياه عين الفيجة فتحول الشارع منذ عشرات السنين إلى منطقة تضج بالحياة والناس وتغيرت وظيفة الشارع حيث لم يسكن أحد من الأهالي في أبنيته القديمة بسبب الازدحام الذي يشهده,واستُثمرت جميع الأبنية كمحلاتٍ في طابقها الأرضي تبيع المواد الاستهلاكية وبشكلٍ خاص تلك التي تشتهر بها ساحة المرجة , حيث يلاصق الشارع أزقة الساحة ومنها ما يسمى سوق الكهرباء, حيث تنتشر محلات بيع الأدوات الكهربائية الحديثة ومحلات صيانتها في الشارع، وكذلك تنتشر محلات الألبسة خصوصاً الرجالية منها ومحلات بيع الحلويات الدمشقية الشهيرة.

ومن المباني التاريخية التي يضمها شارع النصر هناك جامع تنكز المملوكي الذي بناه سيف الدين تنكز كيلبغا نائب الشام سنة 1317 أيام حكم السلطان محمد بن قلاوون لمصر والشام, وكان هذا الجامع أصلاً كنيسةً عُرفت باسم القديس نيقولاس وتم تجديد الجامع سنة 1367 وأنشئت فيه سنة 1585 تكية للدراويش "المولوية" ,وتم تجديدها سنة 1941 وبُني بجانبها جامعٌ حديث ومئذنة على الطراز المملوكي لفن العمارة، وما زالت فرق المولوية توجد في الجامع الخاص بها وتحيي الأمسيات الدينية خصوصاً في شهر رمضان المبارك.

ومن مباني شارع النصر التاريخية أيضاً هناك مبنى الطابو "السجل العقاري" الذي تأسس سنة 1932 على طراز العمارة الأوروبية ويستثمر حالياً من قِبل وزارة الزراعة السورية كمكتب للخيول العربية الأصيلة, واستخدم طابقه السفلي كمحكمة شرعية,وهناك مبنى مؤسسة مياه عين الفيجة الذي شُيّد ما بين 1937 و1942 على الطراز العربي الإسلامي بزخارفه وعمارته.


عدد القراءات: 11267

اخر الأخبار