شارك
|

وادي بردى

تاريخ النشر : 2017-04-18

تقع بلدة سوق وادي بردى على ضفة نهر بردى 30كم شمال غربي دمشق، ترتفع نحو 1035م عن سطح البحر، جاءت أهميتها القديمة من وقوعها على الطريق التجاري الذي يربط دمشق بالساحل، وقد ازدهرت المنطقة بشكل كبير خلال العصر الروماني حيث عرفت باسم آبيلينيه Abilene وكان يحكمها، منذ أواخر الدولة السلوقية، بطليموس أحد الأمراء المنحدرين من قبيلة الإيتوريين العربية (التي كان أفرادها يسكنون الجبال)، والذي اتخذ من خالكيس في لبنان مقراً له وجعل من هليوبوليس(بعلبك) مركزاً للعبادة.

 

عرفت سوق وادي بردى لاحقاً باسم أبيلا Abila العاصمة والمملكة التي ضمت منطقة شمال غربي دمشق، وقد عثر فيها على  مجموعة من الكتابات اللاتينية واليونانية التي ذكرت اسم حاكمها ليسانياس ومعبد زيوس كرونوس الذي بني على الجبل المطل عليها وحُوِّلَ فيما بعد إلى مزار النبي هابيل، ولم يبق من المعبد سوى بعض درجات المنصة التي كانت تتقدمه وبعض النقوش الكتابية باللغة الإغريقية، والعناصر المعمارية المنتشرة في الموقع.

وتضم البلدة الآن مجموعة مهمة من المنشآت الأثرية التي تعود إلى العصر الروماني منها:

 

1 ـ جزء من الطريق المحفور في الجبل طول الجزء الباقي منه حوالي 160 م بعرض حوالي 5 م نقشت في بدايته ونهايته أربعة نصوص لاتينية تتناول إصلاح الطريق بعد الخراب الذي تعرض له الطريق القديم الذي كان يمر في سرير الوادي، والذي ربما نجم عن زلزال مدمر أو عن فيضان نهر بردى.

 

 

2 ـ قناة الري المحفورة في الجبل والتي تحاذي الطريق الروماني وتستمر بعده، وقد بقي من طولها نحو 170 م، ويبلغ عرضها الوسطي بين 60 ـ 70 سم، وعمقها بين 60 ـ 100 سم ويصل هذا العمق أحياناً إلى عدة أمتار.

 

           

3 ـ مجموعة كبيرة جداً من المدافن المنحوتة في السفح الجبلي المطل على الوادي والتي تنوعت أحجامها وأنواعها وواجهاتها المعمارية وأشكال شواهدها، وزخارفها، ونقشت عليها أسماء الأشخاص الذين دفنوا فيها ومنهم: سويموس، يمليكوس، جايوس، يوليوس، وقد حمل بعضها تماثيل الأشخاص الذين تم دفنهم. ويوجد درج منقور في الصخر يسهل الوصول إلى هذه المدافن.  كما تم العثور في الجانب الآخر من الوادي بجانب الطريق (بين بلدتي الحسينية وسوق وادي بردى)على قبور أكثر بساطة، بنيت من الحجارة، وكذلك على توابيت حجرية بسيطة لها أغطية، أشكال بعضها تشبه المسارج.

 

           

4 ـ مجموعة من النقوش وجدت في عدد من الأماكن، أهمها النصان المنحوتان على الجدار الصخري للطريق الروماني ويؤرخ أحدهما لترميم الطريق، بعد تعرضه للتلف، وقد تم ذلك على نفقة أهالي أبيلا، وتحت إشراف الحاكم الروماني لولاية سورية جوليوس فيروس، في عهد الإمبراطورين سيزر ماركوس اوريليوس انتينينوس اغسطس، وسيزر لوسيوس اوريليوس فيروس، أما النص الثاني، وهو أصغر من الأول، فقد نقش تمجيداً لعظمة (وسلامة) الامبراطور اغسطس انتونينوس، والامبراطور فولوزيوس ماكسيموس، الضابط في الجيش الخامس عشر.

 

 

وهناك نقشان وجدا قرب طاحونة البلدة القديمة، يذكر أحدهما تقدمة تمثال (للمعبد) قدمها عام، (201م)، ميركوس بن ماكيبيلوس، من أجله ومن أجل زوجته. أما النقش الثاني فيتحدث عن تقدمة للإله زيوس في بعلبك، من قبل بعض الأشخاص من أجل سلامة الإمبراطور. هذا علاوة على عدد من النقوش التي عثر عليها في البلدة ومحيطها أغلبها شواهد قبور، وذات طابع جنائزي يرد فيها ذكر العديد من الأسماء. وهناك نقش يرجع إلى العصر البيزنطي ويؤرخ إلى العام 563م ويتحدث عن قيام مطران اسمه جان بتبليط الكنيسة.

 

5 ـ مجموعة من المقالع الحجرية التي استعملت آنذاك للحصول على الحجارة التي بنيت فيها المعابد والبيوت.

 

6- استمرت أهمية أبيلا  خلال العصر البيزنطي حيث كانت مركزاً لأسقفية حضر أساقفتها عدداً من المجمعات الكنسية العالمية آنذاك، وضمت عدداً من الأديرة والكنائس لم يكشف منها شيء حتى الآن، رغم وجود الكثير من البقايا الحجرية المبعثرة التي تنتشر في البلدة والمناطق المجاورة لها، وتدل على وجود مثل هذا النوع من الأبنية المهمة.

 

سجلت المنطقة في لائحة المواقع الأثرية الوطنية بالقرار الوزاري رقم 183 / آ تاريخ  9 / 2 / 1998.


عدد القراءات: 11840

اخر الأخبار