لطالما سمعنا حكايا "الجدة "وهي تحمل رغيف العجين وتمد يدها وتلصقة على جدار حجارة مطلية غالبا بالتراب الأبيض "الطين " داخل شكل هرمي صغير ...وما هي الا دقائق فيخرج رغيفا من الخبز أحمر اللون ....وعندما نسألها عن أسم هذا الشئ ..تجيب ..إنه "التنور "
فما هو التنور وما هي وظيفته ؟ هو جسم اسطواني الشكل تقريبا يضيق من الأعلى مصنع من الطين يستخدم كفرن لإنضاج الرغيف ويكون بثلاث مقاسات، له فتحة من الأسفل من أجل تحريك عيدان الحطب والسماح للأوكسجين بالمرور لتساعد على حرق العيدان التي تعمل على تسخين جدران التنور ليكون جاهز للإنضاج.
وحاليا يصنع التنور من الحديد ويتم تسخين جدرانه بموقد بالغاز.
ووظيفة التنور تكمن في إنضاج الرغيف بكافة أشكاله التي سنتحدث عنها لاحقا، التي تعتبر هي آخر مرحلة من مراحل تصنيع الرغيف حيث يتم لصق الرغيف على جدران التنور الساخنة بواسطة (الكارة) كما يستخدم لإنضاج (الكماج والمحمرة) والمعجنات الأخرى التي تنضج في التنور.
وبناء التنور يحتاج لخبرة وجهد حيث يمر بمرحلتين وهما: الأولى ويتم فيها تجميع التراب الخاص لصناعة عجينة التنور ويكون من التراب الغضاري الأحمر أو البني المحمر والبعض يضيف لها التراب الكلسي، والمرحلة الثانية هي تثبيت التنور في الغرفة المخصصة له أو في زاوية من فسحة البيت السماوية (أرض الديار) ويتم ذلك بشكل فني متقن أيضا حتى يعمل الوقود داخله بشكل جيد وينضج الخبز بالشكل المطلوب.
أن هناك حاليا من ينضج الرغيف على الصاج كما في حالة البدو الرحل ونصف الرحل ويكون بسيطا؛ قطعة معدنية مقببة (صاج) تثبت على حجارة يتم إشعال النار تحت الصاج ويكون الرغيف رقيقا جدا وهذا منتشر في الجزيرة السورية.
وما هو أصل كلمة تنور؟ يمكن تأريخ التنور حسب الفترة التي يعود إليها الموقع المكتشف فيه التنور، أما أصل كلمة تنور هي كلمة سريانية تعود إلى الألف الأول.