شارك
|

صناعة الفش

تاريخ النشر : 2017-04-02

 

غنوا يا بـنات غنــــوا بشغل القش وتأنوا وحطوا طبق عا طبق وخلوا العالم يتهنوا

 

غنوا غنوا يا بنــــات انقعوا بالمي القشات هاتوا طبق الزبيبات واحكــــوا للعالم عنو

 

هكذا كن النسوه في دمشق ينشدن وهن يصنعن اطباق وسلال القش.

 

وصناعة القش حرفة يدوية تقليدية في سورية تقوم بها غالباً النساء في الريف لصنع أطباق القش (جمع طبق) والسلال لمختلف احتياجاتها المنزلية من أدوات حفظ للطعام أو اللباس أو مصنوعات خاصة بالحلي والزينة، كما تقوم بصناعة بعض المواد التزينية للمنزل.

وكانت النساء يحاولن إبراز براعتهن بهذه الحرفة ويتباهين بها، ويتنافسن على صنع أفضل وأجمل الأطباق من خلال الرسومات والأشكال المميزة المرسومة على الأطباق، وقديماً كانوا يضعون في الاعتبار أثناء خطبة الفتاة أن تكون ماهرة في صنع أطباق القش وعن طريقة صناعة القش تقول احدى السيدات اللواتي برعن في هذه الصناعة : «المادة الأساسية في هذه الصناعة هي “قصل” القمح بعد أن تقطف منها السنابل لكونها قوية ومرنة ومتوافرة بكثرة في موسم الحصاد، حيث نقوم بجمع تلك الأعواد وتخزينها وربطها على شكل حزم، لتتم صناعتها وخاصة في فصل الشتاء، حيث وقت الفراغ الطويل لعدم وجود أعمال زراعية نقوم بها».

وعن مراحل العمل بهذه الحرفة قالت : «في البداية نقوم بنقع “قصل” القمح بالماء لمدّة يوم أو يومين، لتصبح طريّة ومرنة، وأحياناً تتم صباغة العيدان بألوان متعددة، أو تصنّع كما هي حسب نوع الطبق أو الوعاء المراد صناعته، ثم نأخذ حزمة من العيدان عددها نحو خمسة عشر عوداً تقريباً متساوية الطول، وتلف هذه الحزمة بعود آخر وقبل نهايته يتم وصله بعود آخر بواسطة “المخرز”، وهو أداة معدنية تشبه “المسلّة” أحد أطرافها أرفع من الطرف الآخر، وهي أساسية في هذه الحرفة لمواصلة عملية لف الحزمة، حيث يبدأ الطبق بشكل دائرة ضيقة جداً تتسع حيث يأخذ الوعاء أو الطبق شكله النهائي، وأحياناً تقوم بعض الفتيات برسم بعض الأشكال على الطبق أو كتابة كلمات لتزيينه والتباهي بمهارتهن في هذه الصناعة، ومؤخراً تمّ استخدام العيدان البلاستيكية في هذه الصناعة بدلاً من “قصل” القمح لسهولة الحصول عليها بألوان مختلفة خلال كافة فصول السنة».

وحتى وقت قريب كانت صناعة القش تحظى بموقع خاص ضمن احتياجاتنا اليومية ومحط اهتمام ومنافسة بين نسوة الحي أو القرية ممن امتهن هذه الحرفة و اللواتي رسمن بالقش الملون حكايات على أطباق القش. تلك الحرفة البسيطة استمدت أهميتها من الحاجة لمنتجاتها في زمن كانت فيه الصناعات اليدوية هي السائدة إلا أن تطور الصناعات واختلاف حاجات المجتمع وتنوع اهتماماته في الوقت الحاضر تهددها بالاندثار بعدما اقتصرت الحاجة اليها للناحية التجميلية والتراثية.


عدد القراءات: 12565

اخر الأخبار