خطوة أولى لتشجيع السياحة الشتوية والجبلية في سورية ووضع الخطط التسويقية والإعلامية لزيادة الوعي بأهميتها تنحو نحوها وزارة السياحة وتبحث سبل التعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص من شركات وفنادق ومكاتب ومنشآت لتوفير عروض سياحية متكاملة تناسب مختلف شرائح المجتمع وتستقطب السياح من الخارج.
حيث افتتح وزير السياحة محمد مرتيني، يوم الجمعة، ملتقى السياحة الشتوية والجبلية الأول في مجمّع نسمة جبل بالقرداحة في اللاذقية وذلك بحضور المعنيين وممثلين عن غرف السياحة والتجارة وفعاليات سياحية عامة وخاصة من عدة محافظات.
وزير السياحة محمد رامي مرتيني بيّن في كلمة خلال الملتقى أنه مع تعافي قطاع السياحة بعد إعادة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري كانت السياحة الموسمية واحدة من أبرز المشكلات التي واجهت قطاع السياحة حيث تشهد أشهر الصيف حركة سياحية نشطة بينما يضعف النشاط السياحي في الشتاء.
ولفت مرتيني إلى أن الملتقى يهدف لدعم السياحة الشتوية والجبلية ومناقشة ما يمكن تقديمه من منتجات وعروض متكاملة لتشجيعها وتحقيق نقلة نوعية في هذا المجال مبيناً أن الآراء والمقترحات المقدمة خلال الملتقى مهمة لجهة المزيد من التشبيك والتنسيق والعمل كفريق واحد على مختلف الصعد وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع السياحي.
وأضاف أن للسياحة عدّة أنواع تتمتّع بها كافة المناطق في الساحل والداخل، بالإضافة لسياحة التسوّق، كالسياحة العلاجية والطبيّة، وكذلك سياحة المؤتمرات والملتقيات وغيرهم، لذلك فالسياحة هي اقتصاد تنموي بامتياز، وأضاف: إن مدينة القرداحة ومنتجع نسمة جبل هي تجربة سياحية غاية بالأهمية.
كما أكد مرتيني أن الفكرة من إقامة هذا الملتقى، هي مناقشة ما يمكن تقديمه لمنتج السياحة الشتوية والجبلية وكل مناطق سورية الجميلة التي تستحق التنمية والاهتمام السياحي ، مشيراً الى أهمية تنشيط السياحة خارج موسم الصيف الذي يشهد ضغطاً كبيراً على السواحل والمنتجعات والفنادق عموماً.
ولفت وزير السياحة إلى أهمية الوصول إلى توصيات هامة جداً عبر التفاعل بين القطاعين العام والخاص وغرف السياحة والمكاتب السياحية والفنادق وشركات النقل وكل جهة تتعلق بالعمل السياحي.
ونوّه بأن أهم الاشكاليات التي تواجه قطاع السياحة السوري هي الموسمية، مبيناً أن الموسمية تقع في العديد من الدول السياحية ومنها سورية.
بدوره أكد مدير سياحة اللاذقية المهندس فادي نظام ضرورة تشجيع السياحة الشتوية مع التركيز على التراث الثقافي والمهن اليدوية التقليدية والمأكولات التراثية والمشاريع متناهية الصغر معرباً عن أمله في تنظيم المزيد من الملتقيات لتسليط الضوء على مقومات الجذب السياحي واستكشاف الفرص لتعزيز مختلف أنواع السياحة.
ولفتت مديرة سياحة محافظة حمص ملك عباس إلى أن هذا الملتقى خطوة مهمة لبحث سبل تنشيط السياحة الشتوية وتطوير البنى التحتية اللازمة لها مع الأخذ بالاعتبار غنى البيئة السورية وطبيعتها الساحرة من غابات وجبال وتنوع حيوي.
من جهتها أشارت مديرة سياحة محافظة حماة المهندسة يارا شرتوح إلى أهمية الملتقى لناحية طرح الأفكار والرؤى كل بحسب مجاله ما يسهم في الترويج لمواقعنا السياحية وتطوير قطاع السياحة.
يشار إلى أن المشاركون في الملتقى يبحثون في كيفية صناعة سياحة خارج الموسم المعتاد، حيث بدأت السياحة الثقافية بالعودة وكذلك سياحة أيام العطل، بالإضافة لازدياد سياحة بلدان الجوار، والقرارات التي اتُّخذت على صعيد الفريق الحكومي والتسهيلات (كالمنصّة الإلكترونية) التي تساهم في عملية الجذب السياحي، فخلال أيام يستطيع أي شخص أو زائر أو ضيف أو مكتب سياحة وسفر أن يحصل على تأشيرة الدخول إلى سورية بساعات أو أيام قليلة. مشروع المنصة الإلكترونية الذي بُني بين الوزارات الأربع الخارجية والداخلية والاتصالات والسياحة، أصبح كفيلا بتقديم كافة الخدمات بعيداً عن السفارات والإجراءات الروتينية التي تأخذ وقتاً طويلاً.