شارك
|

ماذا تعرف عن تاريخ صناعة الشوكولاتة في سورية

تاريخ النشر : 2023-03-28

بداية تاريخ الشوكولاتة


طوال سنوات القرن الثامن عشر، كانت الشوكولاتة التجارية في العالم عبارة عن شراب سائل، يتم احتساؤها مع الحليب، ولا تؤكل أبداً. في سنة 1819، أسس رجل أعمال سويسري يُدعى فرانسوا كايلي مصنعاً لإنتاج الشوكولاتة الصلبة، فيما اعتُبر الحدثُ يومها مغامرةً تجارية كبرى. وبعدها بسبع سنوات، قام الصناعي فيليب سوشارد، وهو سويسري أيضاً، بابتكار آلة لخلط السكر مع الكاكاو، وصارت منتجاته تُباع بالقطعة في المتاجر والصيدليات.

 

حققت الشوكولاتة الصلبة نجاحاً كبيراً في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر، لدرجة أن أحد الصيدليين الفرنسيين صار يستخدمها لتغليف الحبوب والأدوية، لإضفاء نكهة مميزة عليها، وجعلها أكثر تقبلاً لدى الكبار والصغار.

 

ثم جاء الصناعي البريطاني جوزيف فراي سنة 1847 ليطرح أول قطعة شوكولاتة مغلفة في الأسواق، تلاه بعد سنتين جون كادبوري، مؤسس شوكولا كادبوري الشهيرة. وبعدها انطلقت عدة ماركات تجارية في العالم، لا تزال هي الأشهر في عالم الشوكولاته التجارية، مثل هيرشي الأمريكية سنة 1894 ونسله السويسرية عام 1905، وأخيراً شوكولا مارس الأمريكية سنة 1911.

 

هذا التاريخ مدوّن ومعروف في عالم الشوكولاتة العالمي، ودخلت الشوكولاتة  إلى الوطن العربي إلى بلدان مثل لبنان ومصر ..ولكن متى دخلت هذه الصناعي إلى سورية؟

 


تاريخ صناعة الشوكولاتة في سورية :


أسست عائلة غراوي المعروفة تجارةَ للمواد الغذائية سنة 1805، منها الشاي والبن والسكر.في دمشق  وتوارث أبناء غراوي ملكية العمل وإدارته، وصولاً للصناعي صادق غراوي، الذي لمع اسمه في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي كأحد مؤسسي معمل الكونسروة مع شكري القوتلي، قبل 12 سنة من وصول الأخير إلى سدة الحكم في سورية.

 

كان المصنع عبارة عن شركة مساهمة، خُصصت لتعليب وحفظ منتجات غوطة دمشق الزراعية من الخضار والفواكه، وبيعها في الأسواق العربية. وفي سنة 1931، زار صادق غرواي مصانع الشوكولاته في فرنسا، وقرر أن يدخل عالم صناعتها في سوريا. فأسس مصنعاً حديثاً بدمشق، وانفرد بصناعة الشوكولا مع الحليب، المحشية باللوز أو البندق.

 

بداية لم تُعجب هذه الحلوى أهالي دمشق، المعتادين على الحلويات العربية بسمنها البلدي وقشطتها، فصارت “شوكولا غراوي” تُباع في علب خشبية فاخرة، يتم استيرادها من النمسا، وتوضع بداخلها أشياء مفيدة لسيّد المنزل وربته، لجعلها أكثر رواجاً، كمقص صغير من الفضّة مثلاً أو فتّاحة ظروف وأغلفة.

 

كما تعاقد صادق غراوي مع خبير فرنسي يُدعى مسيو أوغيس، وجاء به إلى دمشق، فبقي فيها أوغيس طيلة اثنتي عشرة سنة، واضعاً خبرته تحت تصّرف معمل غرواي.

 

شاركت المنتجات السورية في عدة معارض عالمية في باريس ونيويورك، وصارت تُباع في كبرى متاجر لندن، مثل “سيلفريدجز” و”هارودز”. ولكن مصيرها لم يختلف عن مصير شركة كورونا المصرية، حيث تم تأميمها في زمن الوحدة سنة 1961.

 

لم ييأس صادق غراوي، وفي مرحلة الانفصال بعد انقلاب 28 أيلول/سبتمبر 1961، بدأ في وضع أساسات مصنع حديث للبسكويت والشوكولا، تم تأميمه في عهد الرئيس أمين الحافظ سنة 1965.

 

توفي الرجل سنة 1969، وجاء ابنه بسّام غرواي سنة 1996، ليُعيد الروح في منتجات غراوي من جديد، عبر المحل الوحيد الذي بقى للأسرة ولم تطله القرارات الاشتراكية، فقام بفتح مصنع حديث للشوكولا، لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.

 

مواقع


عدد القراءات: 2516

اخر الأخبار