شارك
|

السر العلمي لاتخاذ أفضل القرارات

تاريخ النشر : 2024-06-12

في حين أننا نعتقد أن القرارات الجيدة تعتمد جزئياً على الحدس، فعندما نرغب في اتخاذ قرار مهم وتكون المخاطر كبيرة، فإننا نسعى بشكل غريزي للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات لتشمل جميع البيانات وتؤدي في النهاية إلى أفضل نتيجة ممكنة. ومع ذلك، قد نحتاج إلى إعادة تعريف هذه الاستراتيجية.

 


وفقاً لدراسة علمية جديدة، نشرت في البحث المعرفي: المبادئ والآثار، إذا كنت ترغب في اتخاذ قرارات أفضل، توقف عن البحث الشامل، حيث يبدو أن مهارات اتخاذ القرار لدى معظم الناس تتراجع كلما تعلموا أكثر.

 


يقول الباحثون: "إنه أمر غير بديهي، لأننا جميعاً نحب أن نعتقد أننا نستخدم المعلومات بحكمة لاتخاذ قرارات ذكية". "ولكن عندما يتعلق الأمر بالمعلومات، فإن المزيد ليس بالضرورة أفضل."

 


الكثير من المعلومات لا يعني اتخاذ قرارات جيدة
للتحقيق في هذه المشكلة، أنشأ فريق الباحثين مخططات بسيطة، تسمى النماذج السببية، والتي توضح كيفية تفاعل العوامل المختلفة لإنتاج النتائج المرجوة. ووصف الباحثون سيناريو افتراضي غير واقعي للمشاركين.

 


ويوضح الباحثون أن معظم الناس يمكنهم التفكير بشكل فعال حول مثل هذه النماذج لأنه ليس لديهم أي تحيزات أو تفضيلات بشأن السيناريو الافتراضي غير الواقعي، وبالتالي يتخذون قرارات أفضل لأنهم يركزون على المعلومات المقدمة لهم.

 


لكنهم يفترضون أنه في سيناريوهات الحياة اليومية، مثل كيفية اتخاذ خيارات غذائية صحية، تتراجع قدرة الناس على التفكير بشكل فعال.

 


يوضح الباحثون: "نحن نعتقد أن المعرفة والمعتقدات السابقة للناس تصرفهم عن النموذج السببي المعروض أمامهم. فإذا كنت أفكر فيما يجب أن أتناوله، على سبيل المثال، يمكن أن يكون لدي جميع أنواع التحيزات حول ما هو أفضل، وهذا يجعل من الصعب استخدام المعلومات المقدمة لي بشكل فعال،"

 


العوائق هي التفضيلات والأحكام المسبقة
للتحقق من هذه الفرضية، قام العلماء بالتحقيق في كيفية اختلاف مهارات اتخاذ القرار عند تقديم أنواع مختلفة من النماذج السببية لقضايا الحياة الواقعية. وشملت بعض هذه الأمور شراء منزل، وإدارة الوزن، واختيار الكلية.

 


وبناءً على تجاربهم، رأى الباحثون أن الناس يعرفون كيفية استخدام النماذج السببية، ولكن حتى النموذج البسيط جداً سرعان ما أصبح عديم الفائدة عندما أضيفت تفاصيل ليس لها صلة بالأحداث الأساسية.

 


يقول الباحثون: "الأمر اللافت للنظر حقاً هو أنه حتى كمية صغيرة من المعلومات الزائدة عن الحاجة لها تأثير سلبي كبير على عملية صنع القرار لدينا".

 


"إذا حصلت على الكثير من المعلومات، فإن مهاراتك في اتخاذ القرار ستقل بشكل كبير أو تصبح ضعيفة للغاية بحيث يبدو الأمر كما لو أنك لم تتخذ قراراً على الإطلاق."

 


الكثير من البيانات "يطمس" المشهد
على سبيل المثال، إذا أظهر النموذج السببي أن تناول الأطعمة المالحة يرفع ضغط الدم، ولكنه يُظهر أيضاً معلومات جديدة، مثل أنك إذا شربت الماء بكثرة أنت أقل تأثراً، فمن الصعب على الأشخاص اتخاذ خيارات فعالة حول أفضل السبل لإدارة صحتهم.

 


وعندما أزال فريق البحث التفاصيل الغير ضرورية وأبرز المعلومات الحيوية، استعاد المشاركون بسرعة قدرتهم على اتخاذ قرارات جيدة.

 


يوضح الباحثون: "هذا مهم لأنه يوضح لنا أن المشكلة لا تكمن فقط في أننا غارقون في التدفق الهائل للمعلومات، بل في أننا نكافح من أجل فهم أجزاء النموذج التي يجب الاهتمام بها".

 


وخلص الباحثون إلى أنه "عند التفكير، فإن هذه النتائج لها آثار مهمة على كل جانب من جوانب الحياة تقريباً، مما يعني أن عملية التفكير النقدي والتعليم بشكل عام قد تحتاج إلى إعادة النظر".

 

 

مواقع


عدد القراءات: 347