في الصباح أم في المساء؟ ما هو الوقت الأفضل لممارسة الرياضة؟ متى نحرق المزيد من الدهون؟ دعونا نرى ما خلصت إليه دراسة جديدة أجراها باحثون في إسبانيا.

 

 

لأغراض الدراسة، تابع الباحثون 186 إسبانياً لمدة أسبوعين وتتراوح أعمارهم بين 40 عاماً.

 

 

حيث تم إعطاء كل مشارك جهاز مراقبة النشاط البدني (مقياس التسارع) وجهاز مراقبة نسبة السكر في الدم. وتم تقسيم ساعات التدريب إلى ثلاث فترات من 6 صباحاً حتى 12 ظهراً – من  12 ظهراً إلى 6 مساءً _ ومن 6 مساءً حتى منتصف الليل.

 

 

ووجد العلماء أن أولئك الذين مارسوا الرياضة من الساعة 6 مساءً فصاعداً كانت مستويات السكر في الدم لديهم أقل من أولئك الذين مارسوا الرياضة في الصباح. ويشير هذا إلى أن عملية التمثيل الغذائي لديهم كانت أكثر نشاطاً وشعوراً محدوداًا بالجوع.

 

 

وقال العلماء: "يبدو أن ممارسة الرياضة من بعد الظهر فصاعداً لها تأثير مفيد على نسبة السكر في الدم، على الأقل لدى الأشخاص الذين شاركوا في البحث، أي الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن والذين يعيشون حياة خاملة في الغالب".

 

 

وأوضحوا: "غالباً ما تكون مستويات السكر في الدم أعلى في وقت لاحق من اليوم وتستخدمه العضلات كوقود. ونتيجة لذلك، لدينا المزيد من الطاقة وهناك زيادة في السعرات الحرارية التي نحرقها. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تساعد هذه العملية في إنقاص الوزن وتحقيق نتائج صحية أفضل."

 

 

هل ينطبق الأمر نفسه على الأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي؟

كما قلنا، أجريت الدراسة فقط على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة الوزن، مما يعني أنه ليس من الواضح ما إذا كانت النتائج تنطبق على الجميع. ومع ذلك، فهو يتوافق مع نتائج الأبحاث الأخرى التي قالت أن التمارين المسائية لها فوائد واضحة.

 

 

وعلى وجه التحديد، في دراسة حديثة أخرى نظرت في إجراءات التمارين الرياضية لـ 30 ألف شخص يعانون من السمنة المفرطة على مدى فترة 8 سنوات، كشف العلماء أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة بعد الساعة 6 مساءً كان لديهم خطر أقل للوفاة بنسبة 61٪ وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 36٪ مقارنةً بأولئك الذين يمارسون الرياضة بعد الساعة 6 صباحاً. والأشخاص الذين لم يمارسوا الرياضة على الإطلاق. ويبدو أن أولئك الذين مارسوا الرياضة في الصباح حصلوا على نصف الفائدة تقريباً، حيث انخفض احتمال الوفاة لديهم بنسبة 33%، وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 17%.

 

 

وقال الباحثون الرئيسيون: "تشير هذه الدراسة إلى أن توقيت النشاط البدني يلعب دوراً في إدارة السمنة والوقاية من مرض السكري من النوع الثاني".

 

 

وشددوا على أن "ممارسة الرياضة ليست بأي حال من الأحوال الحل الوحيد لمكافحة السمنة، لكن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص القادرين على جدولة نشاطهم البدني في أوقات محددة من اليوم يمكنهم إدارة بعض المخاطر الصحية بشكل أكثر فعالية مثل الوزن الزائد".

 

 

وخلصت أبحاث سابقة أجراها باحثون يابانيون وهولنديون إلى أن ممارسة الرياضة في فترة ما بعد الظهر والمساء يمكن أن تعمل على استقرار نسبة السكر في الدم وتقليل خطر حساسية الأنسولين وبالتالي خطر الإصابة بمرض السكري.

 

 

وأظهرت دراسات أخرى أن ممارسة الرياضة في مثل هذه الأوقات يمكن أن تخفف التوتر وتقلل من سلوكيات الأكل العاطفي.

 

 

بعض الأمور التي يجب الانتباه لها

من المعروف أن ممارسة الرياضة في وقت متأخر من الليل تؤثر سلباً على النوم. فإذا كنت تندرج ضمن هذه الفئة، يمكنك تجنب هذه الأنواع من المشاكل عن طريق القيام بتمرين خفيف أو معتدل ومنح نفسك الوقت للاسترخاء بعد ذلك.

 

 

وأخيراً، دعونا لا ننسى أن الوقت المثالي لممارسة الرياضة يختلف من شخص لآخر. حيث يلعب جدول عملك ومستويات الطاقة المتغيرة ووقت النوم دوراً من بين أمور أخرى. وغالباً ما يكون التدريب الليلي أكثر ملاءمة للأشخاص المشغولين. ومع ذلك، من المهم دائماً الاستماع إلى جسمك وتكييف روتين اللياقة البدنية الخاص بك مع احتياجاته.

 

 

مواقع