دخل الشاب عبد الله سقاطي موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد تفوقه في تنفيذ تمرين مسجل ضمن قوائم الموسوعة في التحديات الرياضية الفردية.
سقاطي تفوق على الرقم العالمي بثمانية عدات، محققاً 54 عدة في عرض جماهيري أمام قصر المحافظة في مدينة اللاذقية، مهدياً فوزه إلى روح شهداء سورية، و روح أخيه الذي استشهد خلال معارك مع المسلحين منذ 4 أشهر ولم يلتقه منذ التحاقه بخدمة العلم قبل عامين، ليأتي خبر استشهاده نهاية العام الماضي، قائلا: "أشعر بغصة لأن أخي لم يحضر فوزه العالمي هذا".
ويشبه التمرين المنفذ تمرين الضغط المعروف بالتمرين السادس، ولكنه ينفذ وفق قواعد صارمة معتمدة لهذا النوع من المسابقات، حيث يجري باستخدام يد واحدة مستنداً على الإبهام والسبابة في مدة زمنية لا تتجاوز دقيقة واحدة يحق للاعب فيها التوقف متى شاء ولكن يحتسب زمن التوقف من زمن المسابقة الكلي.
سقاطي أكد أنه أجرى تجارب عدة قبل القيام بالعرض الجماهيري وصل فيها إلى 65 عدة، مشيرا إلى أنه لم يكن يسعى إلى "غينيس" بالأساس، فهو يتدرب منذ سنوات لبناء جسده كما كان يفعل البطل العالمي بروس لي، ولكن مدربه اقترح عليه الفكرة فوافق عليها. ومنذ عامين يقوم بتمارين خاصة تركز على تقوية جميع عضلات الجسم بالكامل ومنها عضلات مخفية تساهم في أداء التمرين بشكل صحيح، فإجراء التمرين السادس بيد واحدة بالاستناد إلى الإبهام والسبابة يتطلب جهداً كبيراً.
وأفاد اللاعب أن إدارة الموسوعة وافقت على طلبه بتنفيذ تمرين الضغط على إصبعين رغم رفضها التام لهذه التمارين بعدما سجل لاعب صيني رقماً عالمياً يصعب كسره، دفعاً للناس من المخاطرة من دون نتائج، لافتا إلى أنه حصل على الموافقة بعد ثلاثة أشهر ونصف تقريباً من المراسلات عبر صديقه المهندس نوار ترك الذي تولى العملية، في الوقت الذي قام هو فيه بتجارب أداء في صالات عدة أمام مدربيه وبشروط المسابقة العالمية الدقيقة ذاتها بإشراف لجنة مختصة من الاتحاد الرياضي قامت بمراقبة وحساب العدات وفق الشروط، بحيث يكون الجسم قطعة واحدة مستقيماً من دون انحناءات، ويمكن ثني الذراع بزاوية 90 درجة، ثم رفع الجسم من دون الحاجة لمد الذراع بالكامل وفقاً لحديث أحد أعضاء اللجنة.
من جهته، أوضح المدرب والحكم الدولي السابق، إسبر إلياس، أن اللاعب حطم الرقم القياسي السابق "46 عدة" المسجل باسم الرياضي المصري محمد زينهم في ثلاثة اختبارات مسجلاً بين 50 و65 عدة، موضحاً أن الفكرة اختمرت لديه منذ ثلاث سنوات فعمل على تنفيذها مع اللاعب وفق برنامج تدريبي قاس تضمن تدريباً يومياً لمدة ساعتين في صالة التايكواندو في الملعب البلدي للمدينة بمواظبة ومتابعة حثيثة وإرادة فولاذية من اللاعب نفسه.
يذكر أن اللاعب سقاطي يبلغ "18 عاماً"، وهو طالب في كلية الرياضة بجامعة تشرين، وسبق له أن نال بطولة الجمهورية في رياضة التايكواندو منذ ثلاث سنوات، في أول مشاركة له ببطولة رسمية، ومع أنه يستخدم يده اليمنى في حياته إلا أنه نفذ التمرين باستخدام يده اليسرى محققاً النتيجة في الوقت المقرر.