شارك
|

حنا مينة.. كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين

تاريخ النشر : 2015-09-16

كثيراً ما يُخرج الواقع رسلاً للإنسانية يلهمونها بمواقفهم وأعمالهم...

هو حنا مينه، الذي حمل معاناة شعبه وبؤس الفقراء، لكي تتحول هذه المعاناة وهذا البؤس فيما بعد إلى نسغ يغذي كيانه ويطلقه في عمل إبداعي لا مثيل له في غزارته وبساطته ورهافة حسه ليلامس المشاعر الإنسانية.

 

مينه أحد عمالقة الرواية في سورية والوطن العربي، وقف في وجه الاستعمار الفرنسي وعمره 12 عاما وعاش حياة قاسية، وتنقل بين عدة بلدان سافر إلى أوروبا ثم إلى الصين لسنوات لكنه عاد.

 

ويوصف بأنه أديب الحقيقة والصدق، ساهم في إغناء الرواية العربية وعمل باجتهاد حتى أجاد وأبدع. كتب الكثير من الروايات والقصص يتحدث في معظمها عن البحر ويصف حياة البحارة في مدينة اللاذقية وصراعهم على متن المراكب والسفن ومع أخطار البحر. لقد أبدع في الكتابة عن البحر بروايات فيها الكثير من الصدق والعمق والمعاناة والكفاح والواقعية والحب والجمال.

 

ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب. يعد حنا مينه أحد كبار كتاب الرواية العربية وتتميز رواياته بالواقعية..

البداية الأدبية كانت متواضعة، تدرج في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سورية ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.

أرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سورية وأخذ يبحث عن عمل، وفي عام 1947 استقر به الحال بالعاصمة دمشق وعمل في جريدة الإنشاء الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها .

 

بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية وللآسف ضاعت من مكتبته فتهيب من الكتابة للمسرح، كتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك والتي زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة منها عدة روايات خصصها للبحر التي عشقة وأحبه، كتب القصص القصيرة في البداية في الأربعينات من القرن العشرين ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها، أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت ( المصابيح الزرق ) في عام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ويذكر ان الكثير من روايات حنا مينه تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية.

 

يقول حنا مينا: أنا كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين، فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذّته القصوى ، عندما تعرف أنك تمنح حياتك فداء لحياة الآخرين، هؤلاء الذين قد لا تعرف لبعضهم وجهاً، لكنك تؤمن في أعماقك، أن إنقاذهم من براثن الخوف والمرض والجوع والذل، جدير بأن يضحى في سبيله، ليس بالهناءة وحدها، بل بالمفاداة حتى الموت معها أيضاً.إن وعي الوجود عندي، ترافق مع تحويل التجربة إلى وعي، وكانت التجربة الأولى في حي (المستنقع) الذي نشأت فيه في اسكندرونة، مثل التجربة الأخيرة، حين أرحل عن هذه الدنيا ، ومثل تجربة الكفاح ما بينهما، منذورة كلها لمنح الرؤية للناس، لمساعدتهم على الخلاص من حمأة الجهل ، والسير بهم ومعهم نحو المعرفة، هذه التي هي الخطوة الأولى في (المسيرة الكبرى) نحو الغد الأفضل.

 

تخطت روايات حنا مينه حدودها اللغوية العربية باستقبالها المتنوع خارج حدودها القومية عن طريق الترجمة، بمعنى آخر كما تذكر الأستاذة وجدان يحيى محمداه أن توفر الشرط الاستقبالي، وما تضيفه من جمالية إلى الأدب في العالم، بالإضافة إلى توفر الشرط الإنتاجي، أي ما تتمتع به من مستوى فني وفكري متميز، يكسب أعمال مينه الأدبية صفة العالمية.

 

ومن أعماله:

– الشراع والعاصفة، رواية، 1966.
– الثلج يأتي من النافذة، رواية، 1969.
– ناظم حكمت وقضايا أدبية وفكرية، سيرة ودراسة، 1971.
– الشمس في يوم غائم، رواية، 1973.
– الياطر، رواية، 1975.
7 – بقايا صور، رواية، 1975.


عدد القراءات: 12068