شارك
|

ريم هلال وأمل لايقة.. قمران في سماء سورية

تاريخ النشر : 2016-03-09

من قلب العتمة انبثقت الى الضوء مجموعة من نساء سورية اللواتى أضأن لانفسهن شمعة لا تذوى ومصباحا لا يخفت نوره فعبدن طريقا مشجرة بالنجاح ورسخن حكاية المرأة السورية القادرة على الابداع رغم الاعاقة والعجز الجسدى لتكون كل منهن ايقونة تحد وصبر واجتهاد فتحقق الكثير مما عجزت عنه الاخريات موءكدة ان المرأة فى سورية هى سليلة الملكات والاباطرة اللواتى عبق التاريخ بأمجادهن الراسخة على طول الزمن.

نماذج كثيرة يمكن الحديث عنها فى هذه المساحة الاحتفالية لكن الدكتورة ريم هلال هى غالبا واحدة من اجدر النساء بالاحتفاء حيث اوضحت انها ولدت شبه مكفوفة البصر لا تكاد ترى سوى أطياف باهتة ولا تمتلك الا قدرة ضئيلة على التمييز ما بين النور والظلام ما جعلها أمام خيارين لا ثالث لهما فاما الاستسلام لجبروت القدر والانكفاء على الذات فى زاوية مظلمة من البيت والمجتمع واما الانطلاق عبر طريق الحياة المديد الملىء بالمشاق مستعينة بما عوضها الله به من قدرات وحواس أخرى لها اهميتها ايضا.

واضافت.. بالتأكيد لجأت الى الخيار الاصعب والاجدى فتمكنت من التفوق فى دراستى وصولا الى المرحلة الجامعية وحصلت عام 1999على درجة الدكتوراه فى الادب العربى حيث اعمل منذ سبع سنوات كمدرسة فى كلية الاداب قسم اللغة العربية بجامعة تشرين.
كذلك تمسكت الدكتورة هلال بحلمها الادبى لترسم من خلال شعرها عوالم ملونة تشع نقاء وبهجة واطيافا مزركشة بالامل والتفاؤل رغم أنها لا تبصر فى الوجود سوى اللون الاسود لتمتلك فى رصيدها الادبى اليوم ثلاث مجموعات شعرية هى “العرافة” و”كل افاقى لاغنياتى” و” اسمى والارض” بالاضافة الى رواية تمثل سيرتها الذاتية وتحمل عنوان “البصر والبصيرة”.

نموذج مشع اخر تمثله الاديبة أمل لايقة كمثال للمرأة السورية الحية والفاعلة والقوية وهى التى حولها حادث سير قرب بيتها الى معوقة لتبتعد عن الدراسة والتحصيل العلمى بعد نيلها الشهادة الابتدائية لكنها لم تستسلم للواقع بل انتقلت الى فضاء ابداعى تثبت فيه قدرتها على التفاعل مع محيطها الاجتماعى والانسانى منتقية الشعر ايضا مساحة للحلم الذى تحتل فيه الانثى مكانة خاصة تستنبطها من أرض الواقع ومجموعاتها الشعرية الثلاث.

وقالت.. المرأة السورية هى المرأة التى عاشت منذ بدء التاريخ وتعايشت مع كل ظروفها الاجتماعية والسياسية والنفسية والاقتصادية بصبر وحكمة وايمان واجتهدت ليكون لها دور فعال فى التحصيل العلمى فكانت رائدة فى مجالات عديدة وعلمت العالم كله معنى المقاومة والمواجهة والتحدى .

وفى يوم المرأة العالمى اكدت لايقة ان “المرأة ليست نصف المجتمع فقط وانما هى مع الرجل كل متكامل فهى ليست مجرد جزء لان ما قدمته عبر التاريخ وفى هذه الظروف يعطيها الحق بأن تكون المشروع الاجتماعى الحقيقى فى هذه الحياة ” .


عدد القراءات: 12148