هي مدينة أثرية سورية تقع في شمال محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية، تشتهر بالعيون الصافية، ومياه العيون الكبريتية ، وهي النقطة التي يعبر منها نهر الخابور إلى الأراضي السورية.
كانت من ضمن الحضارات الأولى في منطقة الجزيرة الفراتية في سورية وكانت تعرف باسم كابارا في العهد الأرامي، وغوزانا في العهد الأشوري ورازينا أو رسين وتيودسليوس في العهد الروماني ثم سميت رش عينو وبعد ذلك سميت قطف الزهور وعين ورد وأخيراً راس العين المدينة الحالية.
تتميز المدينة بموقع استراتيجي، حيث تبعد مسافة 85 كم عن مدينة الحسكة، و90 كم عن مدينة القامشلي، وتبلغ مساحتها 23 ألف كم مربع.
كانت رأس العين في العصر العباسي مركزاً تجارياً هاماً ومحطة هامة للقوافل ومصيفاً للخليفة العباسي المتوكل وغيره من الخلفاء العباسيين. كما أتخذ منها السلطان صلاح الدين الأيوبي مركزاً للاستراحة مدة عام كامل أثناء فتحة للجزيرة العليا وشمال العراق وحلب.
لا يخفى ما كان للمياه من شأن كبير في جذب الأقوام وتوفير مقومات الاستقرار والتوطين ولذلك كانت منطقة الخابور وينابيعها بشكل خاص توفر عقدة مواصلات هامة بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب وقد هيأها ذلك لأن تكون موطن عمران منذ فجر التاريخ.
تحدث الادريسي في كتابه نزهة المشتاق عن رأس العين قائلاً :" رأس العين مدينة كبيرة فيها مياه نحو من ثلاثمائة عين عليها شباك حديد تحفظ مايسقط فيها، ومن هذه المياه ينشأ معظم نهر الخابور الذي يصب في قرية البصيرة.
أما ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فقد قال : هي مدينة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وفي رأس العين عيون كثيرة عجيبة صافية وتجتمع كلها في موضع فتشكل نهر الخابور واشهر هذه العيون أربع: (عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية).
في واقع الأمر إن تلك المسميات للعيون غير مستخدمة حالياً ولا يوجد في رأس العين من يعرف مواقع العيون المسماة في كتاب الحموي. بل هناك أسماء أخرى لعيون ظلت طوال السنوات ولقد تعارف عليها سكان المنطقه منذ أمد بعيد ومن أسماء هذه العيون : (عين الزرقاء – عين البانوس – عين الحصان – عين دولاب - عين الكبريت..) وفي الوقت الراهن تعاني هذه العيون من الشح الشديد وقد لعب تغير المناخ دوراً هاماً في ذلك.
وقد أثبتت التحاليل التي أجرتها وزارة الصحة إن المياه الكبريتية الموجودة في رأس العين تصلح لمعالجة الكثير من الأمراض الجلدية والرئوية والمفاصل.
وقد اجريت دراسات ومشاريع كثيرة لاستثمار هذه المياه لكن عدم استقرار مستوى المياه عرض هذه المشاريع إلى التوقف، حيث انخفض مستوى المياه لدرجة شديدة وذلك لعدة عوامل أهمها نقص الهطول المطري خلال السنة.
يتبع لمنطقة رأس العين العديد من البلديات والنواحي القرى والتجمعات السكانية الصغيرة منها (علّوك، مبروكه، الأسدية، السفح، مختلة، المناجير، الدرباسية) والعديد من الأماكن الأثرية كـ تل حلف وتل الفخيرية، حيث عثر على بعض اواني الفخار الملون تعود إلى العصور القديمه تقدر إلى الالف الرابعه قبل الميلاد. ويمكن رؤية هذه الاثار في متحف حلب.